للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يسمع، وكان ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ. مات سنة عشرين ومائتين، وغلط‍ من قال سنة خمس، وهو ابن نيف وثمانين سنة، ذكره ابن حبان في رابعة ثقاته، وهو في الميزان وقال: هو في القراءة ثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة.

[٣٤٦٥ - قاتم]

أبو علي المحمدي الطاهري جقمق، ولد تقريبا سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، وحفظ‍ القرآن وتلى به للسبع إلى الضحى على أحد قراء السبع دمرداس، وإلى يس علي عبد الغني بيطار وإلى «انامرون» في البقرة على قاتم بن خضر الحموي، ثم لازم التاج السكندري نحو ست سنين، فتلى عليه زيادة على ثلاثين ختمة، بعضها تجويدا، ولابن عمرو وابن كثير ونافع إفرادا وجمعا لها إلى النساء، وسافر سنة ثمان وستين للحج، فقد رث ومات التاج في غيبته، فلما رجع لازم الشهاب بن أسد في ذلك ثم إمام جامع قاتم بالكبش (عمار النشار) وكذا قرأ على الإمام ناصر الدين الأخميمي، وجد بل اشتغل بالعلم قبل هذا كله، فقرأ على حسن الرومي مقدمة أبي الليث، وتحفة الملوك ومقدمة الغزنوي وعلى علي الرومي ربع القدوري في سنة ثلاث وخمسين، وبالقاهرة على الشمس المحلي تفسير النسفي، قراءة ومقابلة، مع شيء من الفقه، وعلى الصلاح الطرابلسي صحيح البخاري والقدوري بكاملهما، وفي الجرومية، وكان قبل هذا كله حج في سنة ثلاث وخمسين فوصل مكة في جمادي الأولى منها وبها من المجاورين مملوك اسمه غلبية له بها سنين، فرأى في منامه كأنه يقول له: أنت كل هاهنا سنين، ولم ترد النبي صلى الله عليه وسلّم، فأعزم بنا لزيارته الشريفة، فوافقه وخرجا إلى السعيم فأحرما منه، ومشيا إلى المدينة بإزاري الأحرام، حتى وصلا لباب السلام فالتفت فلم ير صاحبه مع كونه كان معه إلى باب السلام، فبقي وحده متحيرا ثم دخل من الباب وهو يقول في خاطره: أنا غريب ما أعرف محل القبر الشريف وإذا بشخص فسأله فأشار بأصبعه وقال: هو هذا الجالس على الكرسي، فرآه وحوله جماعة محيطون به، فتقدم إليه من ورائهم فانحل إزاره التحتاني فاشتغل برباطه بحيث تعوق قليلا، فرأى النبي صلى الله عليه وسلّم لأنه مختمس منه، فظن أنه ما قبل وتشوش لذلك وصار في حيرة وتفكر في سبب الإعراض مع كونه تغرب من بلاد بعيدة، وأراد العودة بدون أرب، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلّم يشير بيده الكريمة إليه قال لمن حوله: اطلبوه، فأقبل إليه وقبل ركبته، وقال برسول الله صلى الله عليه وسلّم حيث أطلب منك الشفاعة والدعاء، فقال له: اقرأ الفاتحة بكمالها ففعل إلى أن انتهى إلى آمين ثم استيقظ‍، وظهر تأثير هذه الرؤيا بحفظ‍ القرآن والاشتغال به وبالعلم والقراءة بمشهد الليث في الحوف رئاسة والكتابة الحسبة، وفاضت عليه البركات إلى أن استقر في مشيخة الخدام بالحرم النبوي، بعد موت أنيال

<<  <  ج: ص:  >  >>