من ماله راحلة، ثم توجه به إلى دهلك حتى تقره بها، ففعل الحرسي ذلك وما تركه يصل إلى أمه، قال: وكان أبو بكر بن حزم قد نفى الأحوص الشاعر إلى دهلك، فلما ولي يزيد بن عبد الملك، أرسل إلى الأحوص فأقدمه عليه فمدحه الأحوص فأكرمه، وعن عقيل بن خالد: كنت بالمدينة في الحراس، فلما صليت العصر إذا برجل يتخطى الناس، حتى دنا من عراك، فلطمه حتى وقع، وكان شيخا كبيرا، ثم جره برجله ثم انطلق حتى حصل في مركب في البحر إلى دهلك فوضعه بها، فكان أهلها يقولون:
جزى الله عنا يزيد خيرا، أخرج إلينا رجلا علمنا الله الخير على يديه، قال ابن سعد وغيره: مات بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك، قال شيخنا: ولم أر من صرح بأنه مات بالمدينة غير ابن سعد، بل كلهم قالوا: مات في زمن يزيد بن عبد الملك، انتهى، وعن بعضهم: إنه كان يحرض عمر عبد العزيز على انتزاع ما بأيدي بني أمية من المظالم، فوجدوا عليه، فلما استخلف يزيد بن عبد الملك نفاه إلى دهلك، فلم يطل مقامه بها، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في أيام يزيد، وهو في التهذيب.
[٢٩٥٧ - العرباض بن سارية]
أبو نجيح، وقيل: أبو الحارث، الفزاري السلمي، أحد أصحاب الصفة بالمسجد النبوي من الصحابة، والبكائين الذين نزل فيهم {٩٢:٩ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ، حَزَناً أَلاّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ،} سكن حمص، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وعنه: ابنته أم حبيبة وجبير بن نفير وأبو رهم السماعي وعبد الرحمن بن عمرو السلمي ويحيى بن أبي المطاع وخالد بن معدان والمهاجر بن حبيب وحجر بن حجر وحبيب بن عبيد وآخرون، قال: لولا أن يقال: فعل أبو نجيح (يعني: نفسه) لألحقت مالي بسبله، ثم لحقت واديا من أودية لبنان، فعبدت الله حتى أموت، وكان يدعو «اللهم كبرت سني، ووهن عظمي فاقبضني إليك»، فبينا هو بمسجد دمشق يصلي ويدعو بذلك، إذا هو بفتى شاب من أجمل الناس، وعليه دواج أخضر: فقال: ما هذا الذي تدعو به؟ فقلت له: فكيف أدعو يا ابن أخي؟ فقال قل:
«اللهم أحسن العمل، وبلغ الأجل»، فقلت له: فمن أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا رقيابيل الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين، ثم التفت فلم أجد أحدا، ومات سنة خمس وسبعين، وهو في التهذيب وأول الإصابة وغيرهما مطول.
[٢٩٥٨ - عروة بن أذينة]
قال: خرجت مع جدة لي عليها مشي إلى بيت الله، حتى إذا كانت ببعض الطريق عجزت، فسألت ابن عمر، فقال: مرها فلتركب، روى عنه مالك، وحديثه في الموطأ ومسند الشافعي، وهو رجل مشهور من أهل المدينة له شعر حسن، وأذينة: لقب، واسمه يحيى بن مالك بن أبي سعيد بن الحارث بن عمرو