للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن فعلت كنت الغني وإن أبت … فكل منوع بعدها واسع العذر

ووصفه بالمولى السيد الإمام العلامة زين الدين، وكذا لازمه في علوم كثيرة، بل وكتب عليه البرهان بن القطان كما قدمت في ترجمته وكتبه عنده، وبعضها بخطه، مات وقد أسن سنة ستين وثماني مائة بالمدينة ودفن بالبقيع، وبلغني أنه كنت سيرا على المنهاج وأنه إما أن يكون أخذ عن التفتازاني أو بعض تلامذته … الشك من سامع ذلك منه، وكان معه أخ له توفي قبله بالمدينة فلزم الإقامة بعده وفاء بما التزماه رحمه الله وإيانا، واستقر بعده في الباسطية، البرهان إبراهيم ابن القاضي فتح الدين بن صالح، بورك فيه.

[٣٠١٤ - علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدي]

المحدث نور الدين أبو الحسن بن أبي العباس، الكناني، المدلجي، المصري الفوي، المدني، الشافعي، ولد تقريبا سنة سبع عشرة وسبعمائة وطلب الحديث بنفسه، فسمع على ابن شاهد الجيش «الصحيح»، وعلى النجم عبد العزيز بن عبد القادر البغدادي والقاضي نور الدين التونسي، «السنن» لأبي داود وعلى المظفر محمد بن محمد بن العطار، وأبي الحسن العرضي، «الترمذي»، وعلى أحمد بن كشتغدي «الجمعة» للنسائي وعلى أبي نعيم الأسعردي والميدومي «جزء البطاقة» وعلى أبي حيان ومحمد بن غالي، والبدر الفارقي في آخرين، وقرأ على العفيف المطري في سنة ست وخمسين «الجزء الذي خرجه له الذهبي»، وكذا فيها «صحيح البخاري» على قاضي المدينة الشمس بن سبع، وارتحل بولده أبي الطيب إلى البلاد الشامية، فسمع بدمشق من أصحاب الفخر ابن البخاري وغيرهم، وبحلب وحمص وحماه والمعرة وبعلبك والحرمين من عدة، وحدث بالإجازة عن الرضى الطبري والحجار ومهر في الفقه والعربية ودرس ببغداد وبحلب، وقطنها مدة، ولازم الشيوخ وتزهد وتصوف وجاور وحدث بالحرمين ومصر والشام وبلاد العجم، سمع منه الفضلاء وعرض عليه أبو اليمن المراغي، وأخبره بالعمدة عن ابن الخباز عز الدين أبي العباس أحمد بن أبي الخير سلامة الحداد، سماعا بسماعه من مؤلفها، واتفق له ببلاد العجم أنه اجتمع ببعض الرواة بها، فروى له حديثا عن شخص عنه، فقال له: اسمعه من تعلو درجتك، فخجل الرجل، كما وقع للجعابي مع الطبراني، وكان رجلا صالحا، أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، متقشفا، ملازما طريقة السلف، لا يكثر الإقامة ببلد ولا ينقطع في الغالب إلى معلوم، بحيث أنه ولي في وقت مشيخة خانقاه بيت المقدس، ثم تركها، نعم كانت غالب إقامته بالحرمين، واستقر آخرا بالمدينة النبوية وولي بها تدريس الحديث للأشرف شعبان بن حسين وجمع كتابا في رجال الصحيحين، ثم ورد في آخر عمره إلى القاهرة

<<  <  ج: ص:  >  >>