معرفة بالفقه على مذهب الشافعي، وعليه مدار الفتوى بمكة معتمدا فيها وإن كان المحب الطبري شيخ الجماعة قوالا بالحق آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، له في القلوب الجلالة ويتوسل به في الحوائج، ناسكا، صالحا، دائم الصيام والطواف، قاضيا لحوائج الناس، من قصده مشى معه متواضعا، يعرف التنبيه مسألة مسألة، ويحفظ المفضل، ويعرف طرقا من العربية، وقال الذهبي (وله منه إجازة): كان فقيها، عالما، مفتيا، ذا فضائل ومعارف وعبادة وصلاح وحسن خلق … والثناء عليه كثير، مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرب من سفيان بن عيينة، ومن نظمه:
أيها النازح المقيم بقلبي … في أمان إني رحلت ورحبي
جمع الله بيننا عن قريب … فهو أقصى منايا منك وحبي
طوله الفاسي.
[٣٨٣٧ - محمد بن عبد الله بن داود الأنصاري]
قال البخاري في تاريخه: يعد في أهل المدينة، يروي عن محمد بن كعب مرسل، وعنه عمارة بن غزية، وقد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: إنه ليس بالمشهور.
[٣٨٣٨ - محمد بن عبد الله بن زكريا اليمني البعداني]
بباء موحدة وعين ودال مهملتين، وألف ونون … بلدة من مخلاف جعفر باليمن، الشافعي، نزيل الحرمين، عرض عليه الحسن حفيد الزين المراغي في سنة تسع وثمانمائة، وذكره الفاسي في تاريخه، وقال: كان خيرا، صالحا، مؤثرا، منور الوجه، كثير العبادة، له إلمام بالفقه والتصوف، وجاور بالحرمين نحو ثلاثين سنة على طريقة حسنة من العبادة وسماع الحديث والاشتغال بالعلم، وكان قدم إلى مكة في عشر السبعين وسبعمائة وأقام بها إلى سنة تسع وثمانين أو بعدها بقليل إلا أنه كان يتردد إلى المدينة ثم انتقل إليها في هذا التاريخ وصار يتردد إلى مكة، وتمشيخ على الفقراء برباط وكالة بالمدينة، وعمره من مال سعى فيه عند بعض أرباب الدنيا، وبها توفي في العشر الأخير من ذي الحجة سنة عشر وثمانمائة، ودفن بالبقيع وهو في عشر السبعين، وكان من وجوه أهل بلده بعدا أصحاب الشوكة بها.
[٣٨٣٩ - محمد بن عبد الله بن زيد عبد ربه الأنصاري]
الخزرجي، المدني، والد عبد الله، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، عن أبيه وأبي مسعود الأنصاري، وعنه ابنه وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن جعفر بن الزبير ونعيم المجمر، وقال ابن منده: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلّم، ووثقه ابن حبان والعجلي،