وهو عبد الرحمن الأوسط يكنى أبا شحمة، ذكره شيخنا في ثاني الإصابة، وهو الذي ضربه عمرو بن العاص الحد في الخمر بمصر ثم حمله إلى والده فضربه والده أدب الوالد، وبعد أيام مات بالمدينة، وأهل العراق يقولون: إنه مات تحت السياط، وهو غلط.
[٢٥٠٧ - عبد الرحمن بن عمير]
في ابن أحمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمير.
٢٥٠٨ - عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن
كلاب:
أبو محمد القرشي الزهري، أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم، والثمانية السابقين إلى الإسلام، والستة أصحاب الشورى، وخامس من ذكره مسلم في المدنيين، وأحد من هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلّم، وفي اسمه في الجاهلية خلاف ومولده بعد عام الفيل بعشرة سنين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه وبين سعد بن الربيع، وشهد المشاهد كلها، روى عنه بنوه ابراهيم وحميد وعمرو ومصعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك بن أوس بن الحدثان وأنس بن مالك ومحمد بن جبير بن مطعم وغيلان بن شرحبيل وآخرون، ومناقبه كثيرة شهيرة تحتمل كراريس، وصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلّم خلفه ولم يتفق ذلك لغيره، وقال نيار الأسلمي عن أبيه: إنه كان ممن يفتي في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، رواه الواقدي، وذكر المرزباني: أنه ممن حرم الخمر في الجاهلية، قال شيخنا: في الصحيح ما يرد ذلك، وكان على ميمنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمته إلى الجابية وعلى ميسرته في نوبة سريح، وهو ممن أثرى وكثر ماله حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق، فلما قدمت سمع لأهل المدينة رجة ثم تصدق بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله لما بلغه قول عائشة مما رقعته «أنه لا يدخل الجنة إلا حبوا»، بل باع مرة أرضا بأربعين ألف دينار فتصدق بها، وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم خمسمائة راحلة، وأوصى لمن شهد بدرا فوجدوا مائة لكل رجل أربعمائة دينار وبألف فرق في سبيل الله، ولأمهات المؤمنين وغير ذلك، واقتسم نساؤه ثمنهن، فكان ثلاثمائة وعشرين ألفا، قال حفيده عمر بن أبي سلمة: صولحت امرأته (يعني جدته) من نصيبها ربع الثمن: على ثمانين ألفا، وقال ابنه ابراهيم: مرض أبي، فأغمي عليه، فصرخت أم كلثوم، فلما أفاق وقال: أتاني رجلان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين فقابلهما رجل فقال: لا تنطلقا به، فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه، وقالت عائشة رضي الله عنها: «سقى الله عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل