للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى مصر، وصار إلى الجمال في سنة ثلاث وخمسين فتشهدا، وتعلم الكتابة وقرأ وفهم واختص بمولاه. ولا زال يترقى حتى عمل بعد موت أستاذه الشادية سنة ثمان وثمانين على عمائر السلطان بمكة، ثم في أثنائها أضيفت له الحسبة بها، وقبل ذلك كان يشارف مع أخيه لصلاح طريق مجرى الماء لعرفة وبازان مع عمارة مسجدي نمرة والخيف وغير ذلك.

ثم لما حصل له الحريق بالمسجد النبوي: رسم بتوجهه واستصحاب من شاء الله من العمال معه فدخلها في موسم سنة ست وثمانين، وشرع في ذلك إلى أن ورد الناظر على العمائر بالحرمين الشمسي بن الزمن برا في أثناء «السنة» التي بعدها، ومعه من الخلق الصناع والمؤن وغير ذلك مما يحتاج إليه سوى ما جهزه في البحر، ثم عاد هذا بعد انقضاء جل الأمر لمكة على الشادية بالمدرسة وغيرها والحسبة بحيث رسخت قدمه وملك بها وبمنى الدور ونمي، وأنشأ بستانا بأسفل حراء وتربة المعلاة، وصارت له درجة وخبرة بالعمائر، بل وباشر الحسبة بالديار المصرية نيابة عن خجداشة يشبك الجمالي. كل ذلك مع عقل وأدب وتأن وتواضع وتودد ومداراة واحتمال، بحيث أكثر من التردد إلى مكة وغيرها، وسمع مني المسلسل وحديث زهير العشاري وصفته في ثبت ولده محمد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي. حبيب العلماء والصالحين، ونسيب الأجلاء المعتمدين الفائق بتدبره وتعقله وأرائق بتودده وتوسله. من ندب في الأيام الأشرفية لخدمة الحرمين وانتصب لما تقر به من أحبائه العين. ومع عقله فلم يعدم من يفسد عليه مالا كبيرا بحجة الكيمياء، وصار مقصودا منهم بذلك ولم يحصل منه على طائل، ولما حج السلطان أنعم عليه بمائتي دينار واقطاع، ومع ذلك فهو متوسط‍ في معيشته مائل إلى التقنع وعدم الهرج مع الخبرة، واستمر على طريقته حتى مات في ليلة الخميس سادس جمادي الثانية سنة اثنتين وتسعمائة، وكثر الأسف عليه والثناء، وخلف ولدا بآل سرد، وعمره نحو ثمانية عشرة سنة وابنه رحمه الله وعفا عنه.

[١٦٧٦ - سنين (بالتصغير) أبو جميلة السلمي]

ويقال الضمر، قيل اسم أبيه واقد، حكاه ابن حبان، وقيل فرقد، وروى البخاري من طريق الزهري عن أبي جميلة أنه حج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفي صحيح البخاري تعليقا أنه شهد فتح مكة، وذكر قصته مع عمر في المنبوذ وأن عريفة شهد عند عمر: أنه رجل صالح، ووصله مالك. وله رواية أيضا عن أبي بكر وعمر. وعنه: الزهري. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدنيين، وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وقال: له أحاديث. وقال العجلي: تابعي ثقة. وهو في الإصابة.

[١٦٧٧ - سهل بن أبي أمامة (أسيد) بن سهل بن حنيف]

الأنصاري الأوسي المدني، أحد التابعين، وأخو محمد الآتي، وهو يروي عن أبيه وأنس، وعنه: أبو شريح

<<  <  ج: ص:  >  >>