للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقنه الذكر، وزوجه ابنته أمة الله، وكانت عابدة خيرة، ثم طلقها بعد موت أبيها، وكذا قرأ عليه البخاري الإمام نور الدين علي بن محمد الزرندي، وصنف كتبا، منها: شرح البردة في مجلد كبير، أسس فيه من التصوف مع الإعراب واللغات، وما لا بد للشرح منه، وكذا شرح الأربعين النووية، الأربعين التوحيدية، المسمى بالأنوار التفريدية في شرح الجوامع الأربعينية، وشرح في شرح الشفاء، فكتب منه كراريس، وفي شرح على التلخيص، وفي تفسير، وحاشية على الكشاف، بين فيها اعتزاله، إلى غير ذلك من نظم ونثر، وله رسالة لطيفة في علم الكلام، وعشر رسائل في الكلام على أحاديث وآيات، و «الشراب الطهور» في التصوف، وفي آخره شرح قصيدة ابن الفارضي التي أولها:

شربنا على ذكر الحبيب مدامة

وفردوس المجاهد، يشتمل على ما يتعلق بالجهاد، من الآيات والأحاديث، وشرحه مجلد ضخم، وأرجوزة في أسماء الله وصفاته، اشتملت على ألف اسم سماها «راح الروح، ومسلسل الفتوح»، فكتب إليه أبوه وهو بالمدينة النبوية من بلاده بما … ومات في شهر رمضان، والأشبه-كما أرخه بعضهم-أنه في ليلة الخميس سابع ذي القعدة سنة اثنتين وثمانمائة بالمدينة الشريفة، وقد جاوز الثمانين، ودفن مع شهداء أحد بالقرب من مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه خارج المدينة، في قبر كان حفره بيده لنفسه، مع كونه أوصى بذلك، ويقال: إنه كان رام الانتقال عنها قبل موته بأشهر، فرأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، وهو يقول له:

أرغبت عن مجاورتي؟ فانتبه مذعورا، وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها، فلم يلبث إلا قليلا ومات، وسمعت من يحكي: أنه كان يلقب بمقبول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكونه كان يصلي عليه صلّى الله عليه وسلّم، فيقول: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل، فرأى رجل من أكابر الحرم النبي صلّى الله عليه وسلّم، حين هم الجلال بالتحول، وهو يقول له: قل لفلان لا تسافر، فإنه يحسن الصلاة عليّ، وسئل الجلال عن كيفية صلاته، فذكرها، ولم يقتصر شيخنا على ذكره في سنة اثنتين، بل أعاده في سنة ثلاثين، وأشار إلى أن العيني أرخه فيها، قلت: والصواب الأول، رحمه الله وإيانا.

٣٠٤ - أحمد بن محمد بن محمد بن محمد، الشهاب أبو العباس، وأبو الرضى المصري

الأصل، المدني الشافعي:

رئيس المؤذنين بالحرم الشريف النبوي، وابن رئيسه، ووالد الشمس محمد وابراهيم، ويعرف-كأبيه-بابن الريس، وبابن الخطيب، سمع ببلده على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، وعلى أبي السعادات بن ظهيرة في سنة تسع، وابراهيم، وقرأ على المحب المطري: الموصلي، ومسند الشافعي، وصحيح مسلم، والسنن لأبي داود، وغيرها، ودخل القاهرة، والشام، وحلب، وغيرها غير مرة، وسمع من شيخنا

<<  <  ج: ص:  >  >>