للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخزاعي، حليف لبني عبد شمس أو للحارث بن أمية، وهو أخو أم المؤمنين زينب وإخوتها، وسيأتي ابنه محمد. يعد في الكوفيين أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرا واستشهد بأحد، ودفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد، وجدع يومئذ، وكان قد سأل الله في ذلك. وولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تركته، واشترى لولده مالا بخيبر. روى عنه سعد بن أبي وقاص، وأرسل عنه سعيد بن المسيب، وروى أحمد من طريق أبي كثير مولى الهذليين عن محمد بن عبد الله بن جحش عن أبيه حديثا، وقيل عن أبي كثير عن محمد بن عبد الله بن جحش «ليس فيه، عن أبيه» وهو أول من سمي أمير المؤمنين لأنه كان أول من أمره رسول الله صلى الله عليه وسلّم على سرية. وقد أخرج السراج من طريق زر بن حبيش قال: «أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش»، وروى البغوي من طريق زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سرية، فقال: «لأبعثن عليكم رجلا، أصبركم على الجوع والعطش، فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام». وقال الزبير: كان يقال له المجدع في الله، قال: وقتله أبو الحكم بن الأخنس، وله نيف وأربعون سنة، وقد مضى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش. وكان أبو أحمد اسمه:

عبد الله.

[١٩٩٤ - عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد لمطلب بن هاشم]

أبو جعفر وأبو حفص، القرشي الهاشمي، الجواد بن الجواد بل قيل: إنما لم يكن في الإسلام أسخى منه، له صحبة ورواية، ذكره مسلم في المدنيين. ولد بالحبشة فكان أول من ولد بها من المسلمين باتفاق العلماء كما قاله النووي، وهاجر به أبوه إلى المدينة مع المهاجرين وغيرهم، ممن دخل في الإسلام، فوصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وهو بخيبر وقد فتحها، فقال: «ما أدري أنا: أسر بفتح خيبر، أو بقدوم جعفر؟». وأمه أسماء ابنة عميس أخت ميمونة بنت الحرث لأمها، وكان ابن عشر حين موته صلى الله عليه وسلّم، وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلّم من بني هاشم. سكن المدينة ووفد على معاوية وابنه وعبد الملك، وله رواية أيضا عن أبويه وعمه عليّ. روى عنه بنوه إسماعيل وإسحاق ومعاوية، وابن أبي مليكة وسعد بن إبراهيم وعباس بن سهل بن سعد وعبد الله بن محمد بن عقيل والقاسم بن محمد وآخرون. وترجمته طويلة، وأخباره في السخاء جليلة. منها: أن أعرابيا وقف في الموسم على مروان بالمدينة، فسأله، فقال: ما عندنا ما نصلك ولكن عليك بابن جعفر، فأتاه، فإذا ثقله قد سار، وراحلة بالباب متاعه وسيف معلق فخرج عبد الله، فأنشأ الأعرابي يقول:

أبا جعفر، من أهل بيت نبوة … صلاتهم للمسلمين طهور

أبا جعفر، ضن الأمير بماله … وأنت على ما في يديك أمير

<<  <  ج: ص:  >  >>