أبو الفضل، الهاشمي، عاشر في المدنيين لمسلم وعم النبي صلى الله عليه وسلّم، ولد قبله بسنتين أو ثلاث، وقال قائل: قبل الفيل بثلاث سنين، وحضر بدرا فأسره المسلمون ثم أسلم بعد أن فدى نفسه، وقدم مكة، وله أحاديث أوردتها مع مناقبه وترجمته في مجلد ضخم لم أسبق إليه، وفيه استيقاء من علمته من الرواة عنه، وفيهم بنوه: عبد الله وعبيد الله وأم كلثوم والأحنف بن قيس وعامر بن سعد ومالك بن أوس بن الحدثان ونافع بن جبير بن مطعم وعبد الله بن الحارث بن نوفل.
ومات في رجب سنة ثلاث أو اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان عن ثمان وثمانين سنة بعد أن أعتق عند موته سبعين مملوكا، وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع، وعلى قبره عبد الله رضي الله عنه، وقد قرئ مصنفي المشار إليه بها غير مرة. وكان إذا مر بعمر أو بعثمان وهما راكبان نزلا حتى يجاوزهما إجلالا له، وقبل على يده ورجله قائلا «ارض يا عم عني»، بل قالت عائشة «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يجل أحد ما يجله أو يكرمه»، واستسقى به عمر، وقال «اللهم إنا كنا إذا قحطنا نتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلّم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا، فيسقون، وذلك عام الرمادة. وطفق الناس يتمسحون به. وقيل له هاك:
ساقي الحرمين، وقال بعض بني هاشم:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله … عشية يستسقي شقيعه عمر
وقال سعيد بن المسيب: هو خير هذه الأمة، وارث النبي صلى الله عليه وسلّم وعمه، ولا بد من تأويله وإن شذ بعضهم، وقال بظاهره، وكان يكون له الحاجة إلى غلمانه وهم بالغاية من تسعة أميال فيقف على سلم في آخر الليل فيناديهم، فيسمعهم.
١٩٤٨ - العباس بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن
ظهير:
الكمال، أبو الفضل بن الجمال، أبو المكارم بن الكمال أبي البركات، ابن الجمال أبي السعود، القرشي، المكي الشافعي، والد العفيف عبد الله، ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد في ثاني ربيع الأول سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة، وأمه غوال الحبشية فتاة أبية وحمله إلى مكة فنشأ بها، وسمع من ابن سلامة بعض أبي داود ومن الجمال محمد بن علي النويري بعض «ابن ماجة»، ومن ابن الجزري «الشمائل» للترمذي، و «أحاسن المنن والتعريف» كلاهما له، وغير ذلك. ومن عمه أبي السعادات وحمد بن إبراهيم المرشدي وأخيه الجمال محمد ومحمد بن أبي بكر المرشدي والتقي ابن فهد وأبي الفتح المراغي وغيرهم. وأجاز له محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق والتقي الفاسي، ومن المدينة النبوية الجمال الكازروني والنور المحلي وطاهر الخجندي والمحب المطري وآخرون، ودخل القاهرة مرارا، وناب في قضاء جدة وغيرها عن عمه في سنة خمسين، ثم انتقل بها في سنة سبع وخمسين عوضا عن ابن عمه الكمال أبي البركات بن علي. ثم عزل في أوائل التي بعدها،