للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البنات، وكان أحد الأعلام في العلم والعمل. هاجر به أبوه قبل أن يحتلم، واستصغر عن أحد. وشهد الخندق وما بعدها وذكره مسلم في المدنيين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم علما كثيرا وعن الشيخين وغيرهما من السابقين رضي الله عنهم. وروى عنه بنوه: حمزة وسالم وبلال وزيد وعبد الله وعبيد الله ومولياه نافع وعبد الله بن دينار وخلق، وترجمته تحتمل كراريس، وهو ممن شهد فتح مصر والغزو بفارس، وقال له عثمان: اقض بين الناس، قال: أوتعفيني، يا أمير المؤمنين؟ قال: فما تكره منه، وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول «من كان قاضيا فقضى بالعدل، فبالحري أن ينفلت منه كفافا» فما أرجو بعد ذلك!، ولما قتل عثمان جاء علي الى ابن عمر فقال: إنك محبوب إلى الناس فسر إلى الشام فقد أمرتك عليها، فقال: أذكر الله وقرابتي وصحبتي النبي صلى الله عليه وسلّم، والرحم التي بيننا، فلم يعاوده، وفي رواية أن ابن عمر استعان عليه بأخته حفصة، فأبى، فخرج ليلا إلى مكة فقيل له: إنه خرج إلى الشام، فبعث في أثره، فبان أنه إنما خرج إلى مكة، ولما قال معاوية بحضرته: من أحق بهذا الأمر منا؟ أراد أن يقول «أحق به منك من ضربك عليه وأباك» ثم خشي الفتنة فسكت، وذكر ما أعد الله في الجنان. قال له رجل:

ما أحد شر على أمة محمد صلى الله عليه وسلّم منك، قال: ولم؟ قال: لأنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان، قال: ما أحب أنها أتتني، ورجل يقول: لا ورجل يقول: بلى، وقدم حاجا، فدخل عليه الحجاج وكان الخليفة أمره أن يقتدي به وقد أصابه زج رمح، فقال له الحجاج: من أصابك؟ قال أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله، وكان ممن يصلح للخلافة، فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود الإمام علي وفاتح العراق سعد ونحوهما، واعتزل في الفتن عن الناس. وكان مولده قبل الوحي بسنة، ومات بمكة سنة أربع وسبعين على الصحيح عن أربع وثمانين وأوصى عند موته: أن يدفن خارج الحرم فلم يقدر على ذلك من الحجاج فدفن «بفخ» في مقبرة المهاجرين بعد أن صلى عليه الحجاج، وحديثه في الستة، وذكر في التهذيب وأول الإصابة.

[٢١٧٧ - عبد الله بن عمر بن علي بن عدي العبلي]

من بني العبلات بمهملة ثم موحدة بطن من بني عبد شمس بن عبد مناف. يروي عن: عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى النبي صلى الله عليه وسلّم «في استغفاره لأهل البقيع» وأخرجه أحمد أيضا من طريق يعلى بن عطاء عن عبيد عن أبي مويهبة. لم يذكر عبد الله بن عمرو، وهو في الجزء الثالث من «مسند الكوفيين» من وجهين عن محمد بن إسحاق، صاحب المغازي هكذا. وأخرج الحديث الحاكم من طريق ابن إسحاق، فقال: حدثني عبيد الله بن عمر بن حفص، وعند يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن عمر بن ربيعة. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من ثقاته فقال: عبد الله بن عمر العبشمي، عداده في أهل المدينة، ولم يترجم له الحسيني، ولا من

<<  <  ج: ص:  >  >>