له أسامة، ولذا يروى: أن عمر لم يلقه قط إلا قال «السلام عليك أيها الأمير، ورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله ومات وأنت عليّ أمير»، وكان أسود كالليل، وكان أبوه أبيض أشقر، ولذا لما دخل مجزز المدلجي القائف على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرآهما وعليهما قطيفة، وقد غطيا رؤسهما، وبدت أقدامهما، فقال «إن هذه الأقدام بعضها من بعض» سر النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك، وأعجبه، وقد نزل وادي القرى، وسكن المزة مدة، ثم انتقل إلى المدينة، وتوفي بها، قال الزهري: بالجرف، ثم حمل اليها، وذلك بعد قتل عثمان في آخر خلافة معاوية رضي الله عنهم، وقيل: بل توفي سنة أربع وخمسين، وصححه ابن عبد البر وغيره من الأقوال، وله قريب من سبعين سنة، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: عجلوا بحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن تطلع الشمس، وروينا عن عبد الله بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: رأيته مضطجعا على باب حجرة عائشة رافعا عقيرته يتغنى، ورأيته يصلي عند قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمر به مروان، فقال: أتصلي عند قبر؟ وقال له قولا قبيحا، ثم أدبر فانصرف، وأسامة، ثم قال: يا مروان، إنك فاحش متفحش، وإني سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول «إن الله يبغض الفاحش المتفحش»، وترجمته تحتمل البسط، فهو كتب الصحابة، كالإصابة، وفي تهذيب الكمال وغيرهما، كمكة للفاسي.
[٣٨١ - أسامة بن زيد، أبو زيد الليثي]
مولاهم، المدني، من كبار العلماء من أهل المدينة، روى عن سعيد بن المسيب، والزهري، ومحمد بن كعب القرظي، ونافع، وعمرو ابن شعيب، وسعيد المقبري، وطائفة سواهم، وعنه: حاتم بن اسماعيل، وابن وهب، وأبو ضمرة الليثي، وأبو نعيم، والثوري، وابن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وآخرون، وأخرج له مسلم في صحيحه متابعة، وأصحاب السنن، واستشهد به البخاري، ولم يحتج به، وحديثه من قبيل الحسن، وقال ابن نمير مدني مشهور، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، عن بضع وسبعين سنة.
[٣٨٢ - إسحاق بن ابراهيم بن سعيد الصواف المدني]
وقيل: المزني، مولى مزينة، وقيل: مولى مجمع بن جارية الأنصاري، وقد ينسب إلى جده، فقال فيه ابن حبان: المدني مولى الأنصار، يروي عن صفوان بن سليم: وعبد الله بن ماهان الأزدي وغيرهما، وعنه:
يوسف بن يعقوب السدوسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد بن كاسب وغيرهما، قال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وذكره ابن حبان في رابعة ثقاته، وقال الباغندي: عنده مناكير، وهو من رجال التهذيب، لتخريج ابن ماجة له، وفيه لين، وإن ذكره ابن حبان في الثقات.
[٣٨٣ - اسحاق بن ابراهيم بن نسطاس، أبو يعقوب المدني]