التقي أبي الحرم بن الحافظ الجمال أبي عبد الله بن أبي جعفر، الأنصاري، الخزرجي، المطري، المدني، الشافعي، الماضي أبوه وأخوه، والعفيف عبد الله والآتي ولده الرضي أبو حامد محمد وحفيده محمد بن الرضي، ويعرف بالمطري، ولد بمكة في عشية يوم الخميس سادس عشرى ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، له ذكر في أخيه وأنه المربي له، والملزم له بالعكوف على من يرد بالمدينة من مشايخ العلم ولم يفارقه حتى مات، وحصل علما وأفاد ودرس وتعلق بأهداب طريق والده ورياسته وخلف أخاه، وأجاز له في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالروضة من بغداد: من ذكرته في ولده أبي حامد، وسمع على أخيه في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة: مسند الشافعي بالروضة، ووصفه ابن سكر: بأقضى القضاة مفتى المسلمين، ورزق أولادا نجباء، أكبرهم أبو حامد المشار إليه، رباه عمه وانفرد بتربيته وتعليمه، فلو عاش له لحصل ببركته خيرا كثيرا، ولم يخرج كما قال ابنه أبو حامد من المدينة إلا قبيل موته لضيق حال ألجأه إلى ذلك، فمات يوم الاثنين عاشر جمادي الأولى سنة اثنتين وسبعين بحلب، بعد إقامته فيها ثلاثا، ودفن بمقابر الشهداء شرقا، وكانت جنازته مشهورة، نادى فيها الشيخ عمر التكروري: يا أهل البقيع حاكم عبد الرحمن، يا سيدي يا رسول الله، فأجرى الدموع، قاله الجمال أبو الربيع سليمان بن العلم داود المصري فيما نقله عن خط الشمس محمد بن محمد بن عمر البكري، قال الجمال: وقلت في معناه:
يا أهل البقيع قضيت عمري … ولم أبرح لخير الخلق جارا
وكنت أخاف إن قارقت موتي … غريبا والذي حاذرت صارا
وسمعها منه بعد سنة خمس وسبعين: البكري المذكور، وذكره شيخنا في درره، فقال: تقي الدين الذي كان ماهرا في الفقه، وقد تقدم ذكر أخيه العفيف عبد الله، وقالوا: كان هذا أعلم بالفقه وذاك أعلم بالحديث، مات سنة خمس وستين أو بعدها بحلب، انتهى، بل موته كما تقدم بعد هذا، وأخوه هو الذي مات في هذا التاريخ، كما تقدم في ترجمته وقاله في الدرر أيضا.
[٢٥١٩ - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين]
الشيخ ناصر الدين أبي الفرج بن الزين العثماني المراغي المدني، ولد في ...... [ممن سمع بالمدينة].
[٢٥٢٠ - عبد الرحمن]
وأمه أم ولد سوداء لأبيه، ممن ختم القرآن وقرأ البعض من المنهاج عنه عمه الشيخ محمد وسمع عليه وكذا عليّ ولم ينجب سيما بعد موت عمه، ودخل القاخرة حينئذ وقصدني بها وثبت هناك رشده، ثم أعيد حين قدم المدينة الحجر عليه.