معظما في قومه. له شعر حسن، ولا يدخل بيتا فيه جنبا ولا حائض، وعمر نحو مائة وعشرين سنة، ومن نظمه:
يقول أبو قيس، وأصبح غازيا … ألا ما استطعتم من زماني فافعلوا
أوصيكم بالخير والبر والتقى … وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا
وإن أنتم ذا مغرم. فتعففوا … وإن كان فضل لكم فيكم فافعلوا
وهو في الإصابة مطول.
[١٨٠١ - صعصعة بن مالك]
ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين.
[١٨٠٢ - صفوان بن سليم]
أبو عبد الله وأبو الحارث، المدني من أهلها، التابعي، مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وأحد الفقهاء. يروي عن مولاه وابن عمر وجابر وأنس وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار ونافع بن جبير وعبد الرحمن بن غنم وطائفة، وعنه: ابن جريج ومالك والسفيانان والإبرهيمان ابن طهمان وابن سعد والدراوردي وأنس وابن عياض وخلق. وكان رأسا في العلم والعمل. يصلّي في الشتاء بالسطح، وفي الصيف ببطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح، ويأتي المقابر فيجلس عندها، ويبكي حتى يرحمه من يراه، وحلف أن لا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله، فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما حتى مات وإنه لجالس. ويقول أهل المدينة: إنه نقب جبهته من كثرة السجود، لو قيل له: الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل. قال أحمد: ثقة من خيار عباد الله، يستنزل بذكره القطر، وقال غيره: إذا رأيته علمت أنه يخشى الله، خرج له الستة. وهو في التهذيب، وثقات العجلي، وابن حبان وقال: من عباد أهل المدينة وزهادهم. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
[١٨٠٣ - صفوان بن قدامة التميمي المرئي]
من بني امرئ القيس، والد عبد الرحمن وعبد الله صحابة، هاجرا هما معه. فقال نصر:
حمل صفوان فأصبح غاديا … بأبنائه عمدا، وخلى المواليا
فيا ليتني يوم الحنين اتبعتهم … قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
فأجابه صفوان:
من مبلغ نصرا رسالة غائب … بأنك بالتقصير أصبحت راضيا
أقام بالمدينة حتى مات، فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها:
وأنا ابن صفوان الذي سبقت له … عند النبي سوابق الإسلام