للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحابة، بل له نظم في فضائلهم، غير أنه كان يناظر على القدر وينكر الجبر، ورد على العفيف التلمساني في الاتحاد وقد أم بقرية حيرين مدة، وأقام بالمدينة النبوية عند أميرها المنصور بن جماز مدة طويلة … كل ذلك مع تعبد وسعة علم ونظم وفضائل، قال ابن تيمية، وهو ممن يتسنن به الشيعي، ويتشيع به السني، ونسب إليه العماد بن كثير الأبيات التي أولها:

أيا معشر الإسلام دمي دينكم وقال الذهبي: كان حلو المجالسة، ذكيا، عالما، فيه اعتزال، وينطوي على دين وإسلام وتعبد، سمعنا منه وكان صديقا لأبي ويقال: إنه رجع في آخر عمره ونسخ صحيح البخاري، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، ووجد بعد موته بمدة في سنة خمسين وسبعمائة بخط‍ يشبه خطه كتاب سمي «الطرائف في معرفة الطوائف»، يتضمن الطعن على دين الإسلام، ودارت فيه أحاديث مشكلة، وتكلم على متونها كلام عارف بما يقول، إلا أن وضع الكتاب يدل على زندقته، وقال في آخره كتبه عبد الحميد بن داود المصري … وهذا الاسم لا وجود له، وشهد جماعة من أهل دمشق: بأنه خطه، فأخذه التقي السبكي عنده وقطعه في الليل وغسله بالماء … ذكره شيخنا في درره.

[٣٦٩٣ - محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر]

أبو القاسم القرشي، التيمي، المدني، الذي ولدته أسماء ابنة عميس في حجة الوداع، ممن روى عن أبيه مرسلا، وعنه ابنه القاسم ولم يسمع منه، وقد خرج له النسائي وابن ماجة، وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وأول ثقات ابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ومكة للفاسي، وكان أحد الرؤوس الذين ساروا إلى حصار عثمان، ثم إنه ضم إلى علي فكان من أعيان أمرائه، فبعثه على إمرة مصر في رمضان سنة سبع وثلاثين، وجمع له صلاتها وخراجها، فصار إليها في جيش من العراق، وسير معاوية من الشام معاوية بن حديح على مصر أيضا، وعلى حرب محمد هذا، فالتقى الجمعان، فكسره ابن حديح وانهزم عسكر محمد، واختفى هو بمصر في بيت امرأة فدلت عليه، فقال:

احفظوني لأبي بكر، فقال ابن حديح: قتلت ثمانين رجلا من قومي في دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه، فقتله، ثم جعله في بطن حمار وأحرقه، وقيل كما عن عمرو بن دينار: إنه أتى به لعمرو بن العاص فقال له: معك عقد من أحد، قال: لا، فأمر به فقتل، قال ابن يونس: وكان قتله في صفر سنة ثمان وثلاثين يوم الثناة لما انهزم المصريون، فقيل: إنه اختفى في بيت امرأة من غافق، آواه فيه أخوها، وساق ما تقدم، وقال ابن حبان: قيل إن محمدا قتل في المعركة وقيل: إن عمرو بن العاص قتله بعد أن أسره،

<<  <  ج: ص:  >  >>