أساء ابن معين القول فيه، ولم يبن أمره عند أحمد وهو مدني يترك عندي، وقال الزبير بن بكار: كان عالما بالفقه والعلم والحديث والنسب وأيام العرب وأشعارها. توفي ببغداد في أول خلافة الرشيد. وكذا قال ابن سعد وزاد: كان شاعرا عالما بأمور الناس، وقال ابن مردويه: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. خرج له الترمذي، وذكره في التهذيب، وضعفاه العقيلي، وابن حبان قال: وإنه هو الذي يقال له عامر بن أبي عامر الجزار، وتعقبه الدارقطني بأن عامر بن أبي عامر: هو ابن صالح رستم، بصري وعامر بن صالح الزبيري مدني، وبين ذلك.
[١٩١١ - عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال]
أبو عبيدة بن الجراح، القرشي أمين الأمة، وأحد العشرة. أدركت أمه أميمة ابنة غنم بن جابر الإسلام وأسلمت وأسلم هو قديما وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلّم. وكان أبو بكر أحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ثم عمر ثم أبو عبيدة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وعنه: جابر، وسمرة بن جندب وأبو أمامة وعبد الرحمن بن غنم الأشعري والعرباض بن ساربة وأبو ثعلبة الخشني وخلق من الصحابة فمن بعدهم، وآخى النبي صلى الله عليه وسلّم بينه وبين سعد بن معاذ، ودعا أبو بكر يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلّم في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر أو لأبي عبيدة، وولاه عمر الشام، وفتح الله عليه اليرموك والجابية، ومناقبه كثيرة. مات سنة ثمان عشر بطاعون عمواس، وقيل:
في التي قبلها عن ثمان وخمسين سنة وهو في التهذيب وأول الإصابة.
[١٩١٢ - عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام]
أبو الحارث، الأسدي المدني من أهلها. ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين، وهو القانت العابد أخو حبيب ومحمد وأبي بكر وهاشم وعباد وثابت وحمزة، وأمه: حنتمة ابنة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة. يروي عن أبيه وعمرو بن سليم، وعنه: عبد الله بن سعيد بن أبي هند وأبو صخرة جامع بن شداد وابن عجلان وابن جريج ومالك وجماعة. قال ابن عيينة: إنه اشترى نفسه من الله ست مرات، يعني يتصدق كل مرة بديته، بل كان أبوه حين يرى تبتله يقول: قد رأيت أبا بكر وعمر، ولم يكونا كذلك. ويحكى أنه سمع وهو يجود بنفسه الأذان، فقال:
خذوا بيدي، فقيل له: إنك عليل، فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه؟ فأخذوا بيده فدخل فركع مع الإمام ركعة المغرب، ثم مات، والثناء عليه بهذا المعنى كثير مع الإجماع على ثقته. بل قال أحمد: من أوثق الناس. قال العجلي: مدني تابعي ثقة، وقال ابن حبان: كان عالما فاضلا، وقال ابن سعد: كان عابدا فاضلا ثقة مأمونا، وقال الخليلي:
أحاديثه كلها يحتج بها، وقال مالك: كان يغتسل كل يوم ويواصل يوم سبع عشرة يومين وليلة. مات سنة إحدى وعشرين ومائة فيما قاله ابن حبان، وقال الواقدي: مات قبل هشام أو بعده بقليل، انتهى، وكان موت هشام سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو في التهذيب.