وغيرهما، من الإمامية، سيأتي ذكره في أخيه محمد، وإنه ولي الديار المصرية والشامية والحرمين وغيرهما، حتى مات في رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ودفن في داره بالحمراء وهو في رفع الأمر، ومولده في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بالمغرب، وكان فتيا في عدة علوم منها علم القضاء والقيام به بوقار وسكينة، وعلم الفقه والعربية والأدبية والشعر وأيام الناس، شاعرا مجيدا في الطبقة العليا، ومن نظمه:
رب خود عرفت في عرفات … سلبتني بحسنها حسنات
حرمت حين أحرمت نوم عيني … واستباحت حشايا باللحظات
وأفاضت مع الحجيج ففاضت … من دموعي سوابق العبرات
ولقد أدرمت على القلب جمرا … محرقا إذا مشت إلى الجمرات
لم أتل من منى منى النفس حتى … خفت بالخيف أن تكون وفاتي
أشرك العزيز العبيدي بينه وبين أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الزهلي قاضي مصر في الحكم، فلما تعطل سفر أبي طاهر فوض له المعز القضاء مستقلا في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، وكان في سجله القضاء بالديار المصرية والشامية والحرمين والمغرب وجميع مملكة المعز، والخطاب والإمامة والعيار في الذهب والفضة والموازين والمكاييل، واستمر على أحكامه وافر الحرمة عند العزيز حتى مات، وصلّى عليه العزيز، وأقامت مصر ثمانية عشر يوما بدون قاض لأن أخاه محمد بن نعمان كان مريضا.
[٣١٠٠ - علي بن الحيوي بن الشمس]
محمد بن تقي الكازروني، المدني، أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما، له ذكر فيهما.
[٣١٠١ - علي بن يحيى]
نور الدين، صاحب الرباط الشهير والسقايا التي على باب السلام، وله عليها من النخل أوقاف، وكان يتجب إلى المجاورين والخدام فيخدمهم ويقضي حوائجهم، وحكى الجمال المطري: أن الشرفاء لما اقتسموا المدينة في زعمهم لينهبوها وأرجفوا بالناس وأشاعوا أنهم يغلقون أبواب الحرم بعد صلاة الصبح على الناس ويعقبون على بيوتهم فينهبونها، وأنهم يقتلون بالحرم من الناس، فاستعد المجاورون والخدام لذلك، فقام صاحب الترجمة يوما بعد صلاة الصبح وصاح بأعلى صوته: يا أيها الناس الفتنة خامدة، لعن الله مثيرها، كرر ذلك مرارا، واستمر يسكن الفتنة وساعده أشياخ مثله في حلمه وعقله، حتى سكنت، وكان وزيرا للأمير منصور، لا يخرج عن رأيه وربما استخلفه على المدينة لوثور بعقله وحسن رأيه وسياسته للأمور، مات في سنة سبع وعشرين وسبعمائة، قاله ابن فرحون.