للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الإقراء وشغل الطلبة، ووصفه النجم السكاكيني، في إجازة ولده: شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، الجامع بين المشروع والمعقول، البارع في الفروع والأصول، ذو الهمة العلية، مدرس الروضة النبوية … انتهى، وقد درس وحدث وأفتى وانتفع به الفضلاء وكثر الآخذون عنه من أهل بلده والقادمين إليها، ولا تخل المدينة إلى الآن ممن سمع عليه، وأما من أجاز لهم فكثيرون جدا، واختصر المعنى للبارزي، وشرح مختصر التنبيه للفقيه أبي غرارة البجلي، وصار فقيه المدينة وعالمها، وولي قضاءها في ربيع الثاني سنة اثنتي عشرة، وبعث إليه بالتوقيع بذلك، فوصل في رجبها، وذلك بعد موت القاضي أبي حامد المطري، وأفردت الخطابة بها للزين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، ثم صرف عن القضاء به أيضا في ذي القعدة منها، ثم أعيد في سنة أربع عشرة، ولم يباشر حينئذ لأنه كان بالقاهرة، فناب عنه ابن عمه الشرف تقي بن عبد السلام، ثم صرف في أحد الجمادين بناصر الدين المذكور، فلازم الاشتغال والعيادة والإقبال على نفسه حتى مات بالمدينة في ليلة الاثنين ثاني عشر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، فصلّي عليه صبح الغد بالروضة الشريفة، ودفن بالبقيع، وممن قرأ عليه بالمدينة سنة عشرين التقي بن فهد، وكذا سمع عليه ابنه النجم عمر، ثم أكثر عنه حسين الفتحي، بل أكثر عنه أبو الفرج المراغي فقرأ عليه البخاري ثلاث مرات وصحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والدارقطني والموطأ (رواية يحيى بن يحيى) والترغيب .... ، بل سمع عليه كلا من البخاري والشفا (غير مرة) والموطأ والأذكار والجواهر واللآلئ السباعيات المخرجة لابن الخشاب، وهي الأربعون المشار إليها الأول من عوالي بن عيينة، وحضر دروسه وتفسيره، بل بحث عليه المنهاج بقراءته، وسمع عليه الحاوي وأكثر التشبيه، ومجالس متعددة من شرحه لمختصره، مع جميع مختصره للمغني ونحو الثلث أو أكثر من الروضة، ولازمه من سنة إحدى وعشرين حتى مات، وأذن له في الإفتاء والتدريس، وقد ترجمه جماعة، وأشار إليه شيخنا في أنبائه باختصار (رحمه الله وإيانا).

٣٦٣٣ - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أبو

الحرم ابن الشهاب:

النسيبي، المدني، الشافعي، الماضي أبوه والآتي عمه أبو الحرم، محمد، وكل منهما بكنيته أشهر، حفظ‍ المنهاج، ورحل إلى الشام، وجلس فيها مع أقربائه من الصبية، ومات هناك بالطاعون سنة سبع وتسعين وثمانمائة، قبل إكمال الخمسين.

[٣٦٣٤ - محمد بن أحمد بن محمد بن علي]

الشمس الصوفي، المصري، نزيل مكة، ويعرف بابن النجم الصوفي، سمع على القاضي أبي البقاء السبكي الصحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>