أبو عبد الله الأسلمي، مولاهم، المدني، الواقدي، الإمام، ولد في سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين كما سمعه ابن سعد منه، وكان جده واقد مولى لعبد الله بن بريدة الأسلمي، روى عن محمد بن عجلان وابن جريج وثور بن يزيد وأسامة بن زيد ومعمر بن راشد وابن أبي ذئب وهشام بن العار، وأبي بكر بن أبي شيبة والثوري ومالك وأبي معشر وخلائق، وكتب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عن نافع بن أبي نعيم وعيسى بن وردان، وعنه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سعد وأبو حسان الزنادي وسليمان الشاذكوني ومحمد بن شجاع البلخي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن عبيد بن ناصح وأحمد بن خليل البرجلاني والحرث بن أبي أسامة، وكان من أوعية العلم، ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد وسارت الركبان بكتبه في المغازي والسير، وكذا الفقه، وكان أحد الأجواد المذكورين، قال ابن سعد: ولي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسير والفتح والأحكام واختلاف الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها للناس وحدّث بها، وقدم بغداد سنة ثمانين في دين لحقه، فلم يزل بها … قال: ولم يزل قاضيا حتى مات بها لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين
انتهى، قال محمد بن سلام الجمحي: هو عالم دهره، وقال مصعب بن عبد الله، والله ما رأينا مثله، وقال الدراوردي: هو أمير المؤمنين في الحديث، وقال إبراهيم الحري:
وناهيك به، إنه أمين الناس على أهل الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم نعلم منها شيئا، وعن الواقدي كانت ألواحي تضيع فأوتي بها من شهرتها بالمدينة يقال: هذه ألواح ابن واقد. وقال ابن المبارك: كنت أقدم المدينة فيما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا هو، وممن ترجمه الخطيب في خمسة أوراق كبار، وقال: هو ممن طبق شرق الأرض وغربها، وكذا طول ابن عساكر في تاريخه ترجمته، ثم المزي في تهذيبه، وزاد عليه شيخنا: ولكنه مع عظمته في العلم ضعيف، ذكره غير واحد كابن حبان في الضعفاء، قال ابن نمير ومسلم وأبو زرعة: متروك الحديث، وقال البخاري:
سكتوا عنه وما عندي له حرف تركه أحمد وابن نمير، وقال أبو داود: وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة وأنا لا أكتب حديثه، وعن الشافعي قال: كتبه كذب، وقال ابن راهويه:
هو عندي ممن يضع الحديث، وكذا قال ابن المديني، وقال ابن معين: ليس بشيء، وحاصل الأمر أنه مجمع على ضعفه، وأجود الروايات عنه رواية سعد في الطبقات، فإنه كان يختار من حديثه بعض الشيء، وقال النووي في كتاب الغسل من شرح المهذب: إنه ضعيف باتفاقهم، وقال الذهبي في الميزان: استقر الإجماع على وهنه وتعقب بما لا يلاقي في كلامه، وقال الدارقطني: الضعف بين على حديثه، وقال الجوزجاني: لم يكن متقنا … وترجمته محتملة للبسط.