شدة، ولو بسطت ترجمته لكان فيها لطائف، وهو ممن ذكره المقريزي في عقوده، وقال: إنه جال البلاد وبرع في الفقه وغيره … انتهى، ولم يزل على أوصافه حتى مات وهو ممتع بحواسه شهيدا بالبطن بمكة في ليلة الأحد سادس عشر المحرم سنة تسع وخمسين وصلّي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من خديجة الكبرى والفضيل بن عباس في مشهد حافل وصلّي عليه بالجامع الأموي في دمشق وبغيره صلاة الغائب (رحمه الله وإيانا).
[٣٦٨٧ - محمد ناصر الدين أبو الفرج]
أخو الثلاثة قبله وشقيق ثانيهم وولد الشمس محمد الآتى، ولد في صفر سنة ست وثمانمائة بالمدينة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وقام به على العادة في سنة عشرين بمكة، والعمدة والمنهاج والعيني والنحو، وعرض في سنة تسع عشرة فما بعدها ببلده ثم في أثناء سنة عشرين فما بعدها بمكة على خلق، فممن أجاز له منهم من الشافعية: الولي العراقي والشهاب بن المجمرة والشمسان (ابن الجزري ومحمد بن أحمد بن موسى الكفيري)، وناصر الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن حسين بن القطان والمدنيان وابن سلامة والمحب بن ظهيرة، ومن الحنفية: علي بن محمد بن علي الأنصاري الزرندي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي والبدر حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي المكي، ومن المالكية: التقي الفاسي، وأبوه الشهاب أحمد بن علي، وكذا عرض من المالكية على الرضي أبي حامد محمد بن عبد الرحمن الفاسي والقاضي ناصر الدين أبي البركات محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون والزين عبادة، ومن الشافعية: القاضي الجمال أبو البركات محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة والنجم عمر بن حجي والتقي أبو بكر اللونياني ومحمد بن محمد السيوطي والشهاب العزي أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج وإبراهيم بن أحمد البعلي المقري المؤذن بالحرم النبوي، والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي، ومن الحنفية: الشهاب أبو الخير أحمد بن الضياء والشمس محمد بن علي الصفدي، وتلى لأبي عمرو من طريق روايته على الزين بن عياش بالمدينة بعد أن جوده على غيره، وتفقه بالجمال الكازروني والنجم الواسطي بن السكاكيني (جمل عنه الحاوي)، والشمس الكفيري وبأخيه الشرف أبي الفتح … وبه كان جل انتفاعه، وكذا قرأ على أخيه الآخر أبي اليمن المنهاج، وعن أبي الفتح والجمال والنجم، أخذ النحو، فسمع على ثالثهم الألفية، وابن عياش حضر عنده دروسا فيها، وكذا عن النور أبي الحسن علي بن محمد بن علي الزرندي، والجلال المرشدي، وعن النجم وحده أخذ المعاني والبيان وأصول الفقه فإنه أخذ عنه التلخيص والمنهاج الأصلي وشرحه به، وعن الجمال والزرندي والجلال في التفسير، وعن