للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الراحمين، سخر لي كذا وكذا، واصرف عني كذا وكذا، وإذا اشتكى إليه أحد فقرا أو فاقة، قال للمشتكي قل: {٢:٣٥ ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ،} وكان لا يجتمع بأحد من أهل الدنيا أبدا اللهم إلا في شفاعة تتعين، أو دقاعة سر تلوح له وتتبين، وذكره ابن صالح مقتصرا على لقبه ونسبه فقال: عز الدين الواسطي: هو الإمام العالم الصالح المجرد، التالي ليلا ونهارا، السليم القلب، التارك للناس، والمقبل على الاشتغال بذكر ربه إلى أن لقي الله قال: وهو سيدي وشيخي وبركتي، لمن يقصده من كبير وصغير يلقنهم ويسمع لهم، جاور بالحرمين وانقطع بالمدينة مدة طويلة على عبادة وأقرأ في القرآن، ختمت عليه القرآن، وسمعت الحديث وألبسني الخرقة، وأم بالمسجد النبوي مدة طويلة، نيابة عن جماعة من الأئمة، فكان يجيد القراءة والخطب، وكل سنة يحج بحملة تاجر اسمه نسيم مجانا، مع محبته في النحو، بحيث اشتغل بالجمل على أبي عبد الله بن فرحون، وقرأ على أبي عبد الله القصري شيئا من تآليفه في المفردات، وسمعته يحكي: أنه أم في التراويح، ووافق بعض الناس على امرأة، وسلم إليه شيئا يجهزها إليه به، وصار كلما قرب الدخول والصحبة، فكيف الحال بعده؟ فأعرضت عن التراويح وقلت لأهلها: ردوا عليّ متاعي، وكان مسكنه في رباط‍ دكالة بالحجرة، مات ظنا في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ودفن بالبقيع بجانب نور المطهرين.

[٢٦٩٢ - عبد الكريم بن أبي الفتح بن عبد الكريم بن إبراهيم الجبرتي]

له ذكر في حديث أبيه أيضا.

[٢٦٩٣ - عبد الكريم بن يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن علي]

الكمال أبو محمد وأبو المحامد بن أبي المعالي، البستاني الطبري، المكي الشافعي قاضيها وابن قاضيها، بل لقبه الميورقي بقاضي الحرمين وأنه استفتاه (في جماعة) عمن نمر من منى ثاني يوم النحر، فأفتاه بأن من ترك المبيت في ليلة من ليالي منى ورمى يوم: عليه دمان ولا يسقطان عنه، ثم العصيان إن كان لغير عذر إلا بالتوبة لأن الدم يجبر الشك ولا يرفع الإثم، أفتى بذلك في منى سنة ثمان وأربعين وستمائة، وقال الميورقي أيضا: سمعت علي بن عبد الله بن عم قاضي الحرمين (العز أبي المفاخر يحيى بن عبد الرحمن) يقول: كان أولاد القاضي أبي المعالي ثلاثة: الكمال عبد الكريم والجمال عبد الله وعمرو، وناب في الحكم وخلف ستة أولاد: محمودا ومحمدا وعليا وإدريسا وحسنا وأبا المنصور، انتهى، ووجد في مكتوب: ثبت على الكمال عبد الكريم في سنة سبع وثلاثين وستمائة بخط‍ أخيه عمر، ووصفه بتاج الخطباء الحامد ابن الإمام العالم العامل الورع مفتي الفرق، مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين وستمائة، وكان كثير العبادة، ومن نظمه، مما كتبه عنه القطب القسطلاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>