للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٨٥٩ - محمد بن عبد الله بن علي الصعيدي الأصل]

المدني، نزيل مكة وفقيه الأنباء بها، سمع بمكة سنة تسع وأربعين على أبي الفتح المراغي بعض البخاري، وكان خيرا، منجمعا، ذا فضلة، ممن أخذ العربية عن القاضي عبد القادر المالكي وأبي الخير الفاكهي، ولازم مجلس البرهاني بن ظهيرة، وقرأ على قاضي الحنابلة بالحرمين عبد القادر في الحديث سنين متعددة، وأدب الأطفال بمكة، وأذن بمأذنة باب السلام دهرا، وكان حسن الخط‍ يشتغل العمر ويتبعها مع كونه ظنينا بنفسه، وتزوج بابنة الشيخ إبراهيم الكردي ومات عنها في يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وتسعين وثمانمائة ومكة، وصلّي عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة على أمه، وهي من بيت الكازروني.

[٣٨٦٠ - محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان]

أبو عبد الله الأموي، الهاشمي، القرشي، المدني، الملقب لحسنه بالديباج، وهو أخو عبد الله بن حسن بن حسن، والد محمد وإبراهيم الماضيين-لأمه، وكان يدعى المطرف أيضا لجماله، كان سمحا، جوادا، سريا، ذا مروة، وسؤدة، كتب إليه أبو السايب أن يبعث إليه بلقحة، فجمع له ما كان بحضرته من اللقاح فكانت تسع عشرة فأرسلها مع عبد يرعاها، فباع أبو السايب منها بثلاثمائة دينار سوى ما حبس، يروي عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي عن ابن عباس مرفوعا (لا تدعو النظر إلى المجزمين)، وعن نافع وعبد الله بن دينار وأبي زناد، وعنه أسامة بن زيد والدراوردي وابن إسحاق ومحمد بن معن الغفاري ويحيى بن سليم الطائفي وابن أبي زناد، ليته البخاري، وقال: عنده عجائب، وقال مسلم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وفي موضع آخر: ثقة، وقال ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ماله يكتب، وقال ابن حبان: في حديثه عن أبي زناد بعض المناكير، وقال العجلي: مدني، تابعي، ثقة، وقال ابن الجارود: لا يكاد يتابع على حديثه، وقال الواقدي: كان أصغر ولد أمه، وكان إخوته منها بنو الحسن بن الحسن يرقون عليه ويحبونه بحيث لا يفارقهم، وكان ممن أخذ معهم فضربه المنصور من بينهم مائة صوت، وسجن معهم بالهاشمية حتى مات في سنة خمس وأربعين ومائة، وقال: كان كثير الحديث، عالما، وتبعه ابن سعد في قوله الأخير، زاد غيرهما: أنه بعث برأسه إلى خراسان، فطافوا به، وجعلوا يحلفون: أنه رأس ابن أخيه محمد بن عبد الله بن حسن، الذي كانوا يجدون في الرواية خروجه على المنصور، وكان أخوه لأمه عبد الله يقول:

لما ولد أبغضته بغضا ما أبغضته أحدا قط‍، فلما كبر وتربى أحببته حبا ما أحببته أحدا قط‍، وقال داود بن عبد الرحمن العطار: رأيت أخاه لأمه عبد الله (المشار إليه) أتاه فوجده نائما فانكب عليه فقبله ثم انصرف ولم يوقظه، وفيه لجوده يقول أبو وجزة السعدي من أبيات:

وجدنا المحض الأبيض من قريش … فتى بين الخليفة والرسول

<<  <  ج: ص:  >  >>