للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الشين المعجمة]

[١٧١٦ - شامة]

أمير من أمراء الشام، كانت له في المسجد بركة كبيرة يأتي إليها الماء من العين، ولا تملأ إلا في أيام الموسم أشار إليها ابن النجار.

[١٧١٧ - شاه شجاع بن محمد بن المظفر]

جلال الدين، أبو الفوارس اليزدي، سلطان بلاد فارس له كتب موقوفة بالحرم النبوي. مات في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بعد أن ملك فارس. قال المجد: شاه شجاع الملك المطاع والسلطان الرواع والخاقان القعقاع جلال الدين أبو الفوارس بن الملك المؤيد والسلطان المسدد والصنديد الأصيد، مبارز الدين محمد بن المظفر، ومن نصيبه من جميع الفضائل موفى موفر، وصناديد الأرض في ساحاته تفخر بالعنق الخاضع والخد المعفر. أحيى الله تعالى به دولة زهت بملكها على الأيام وباهت بمحاسنه المجتمعة فيه على ملوك الأنام، وتاهت بما أوتيته من حكم لما استلبه الورى فهم لديه بلا أحلام، ملكه الله في البسيطة أزمة البسط‍ والقبض والإعلاء والخفض والإبرام والنقض، فهو عين الأنام بل نور إنسانها وزينة الأيام ومعدن إحسانها، ومدبر فلكها ومنير حلكها وكوكب سعدها، وشمس ضحاها والشهاب الثاقب لضدها بل بدر دجاها. كم له من موقف تشيب له الولدان وثباب في مواقف فرقها من عجز عن نطاحه الفرقدان. فشرفت فيه بسيطة الثرى، وافتخرت سجاياه على ملوك الورى، وتمكنت محبته من القلوب فكانت أحلى في القلوب من نيل المنى، وألذ في الأجفان من سنة الكرى وصحت أسانيد المدح إلى صفاته الذكية، فلم يكن حديثا يفترى. وولي قواعد المجد في الممالك، وخص به الحرمين الشريفين طيبة وأم القرى وانتشر فيهما من جميل آثاره وأخباره ما أشبه الروض الأنف منظرا ومخبرا. جمع بين شرف الملوك وشرف العلماء فكانت أسرة الملك اليسرى لمواطنيه وهي وريفة بقطر الماء. وكم له من سعي أجمل فيه للدر وأنجى عدوا، وكم أغنى وأقنى لسعيه وسيفه في طوري الميعاد والإيعاد وليا وعدوا. أشرق الله به ممالك طالما شرفت بأسلافه، وعلم أهلها كيف يستخرج الدر من أصدافه وشاهدوا من عزته نضرة النعيم، وكادوا يقولون عند رؤيته: ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم. له في الحرم المدني آثار أبرز بها خوافي المحامد وآثار منها الخزانة الشريفة المشتملة على محاسن الكتب ومفاخرها، فما من طالب مقتبس إلا وهو يستند من جواهر زواخرها، ومنها التربة التي أمر بإنشائها في صدر البقيع، فافتخرت بها على آخرها أخلص نياته قاصدا أن تكون مدفنه بعد عمر طويل، ويأوي إليه لنيل شرف الجوار إذا نودي بالرحيل. للمنقطعين بالمدينة من عوارفه رزق دار وعيش قار وقلب سار وأملهم في مضاعفته بجميل عاطفته حقيق مديد. وحبل رجائهم في مرادفته ومكاتفته وثيق شديد، وله بمكة رباط‍ بذكر الله معمور ولوقوعه في لصق أمن الله وشجاع نهى الله بالنور مغمور، وله سجايا ملوكية تتصل بي أخبارها، لكني

<<  <  ج: ص:  >  >>