فرحون في تاريخ المدينة، فقال: الشيخ الإمام العالم الأوحد، وحيد دهره، ونادرة عصره، كان حسنة زمانه، قد الذروة العليا، والغاية القصوى، في العلم الباهر، والعقل الوافر، وحسن الفصل للخصومات، مع الجزالة والهيبة، والقيام في الحق، حاكم إن قيل حاكم، وقام بالخطابة والإمامة أحسن قيام، وانقضت تلك السنة كأنها أحلام، ثم كان العود أحمد، سلك مسلكا جميلا، وحقق ما كان الناس أملوا فيه تأميلا، وقام بحرمة المنصب، وإقامة الناموس، ورفع شعار السنة، وأخمد نار البدعة، وراعى حقوق الكافة، وممن ترجمه شيخنا في الدور، والأنباء، واستدركه على تاريخ المقريزي، والمجد اللغوي في تاريخه، والولي العراقي في وفاته، وابن خطيب الناصرية في ذيله لتاريخ حلب، وآخرهم علي بن فرحون، ولم يستوف ترجمته، فأكملتها من المجد، وهي في تاريخي الكبير أبسط.
١٢ - ابراهيم بن أحمد بن غنايم البعلي المدني المقريء، المؤذن بالحرم النبوي ووالد
أحمد وأبي الفتح محمد وعلي، المذكورين، ويعرف بابن علبك:
ولد بالمدينة، ونشأ بها، وسمع على البرهان بن فرحون، وابن صديق، والعلم سليمان السقا، والزين أبي بكر المراغي، في آخرين، ورأيت وصفه بالمؤدب-بالموحدة-مجودا، فكأنه كان مع كونه مؤذنا يؤدب الأبناء، وكذا وصف بالمقرئ، وآخر عهدي به سنة تسع عشرة وثمانمائة، رأيت خطه فيها لمن عرض عليه.
[١٣ - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن هيثم أو القاسم]
- على اختلاف النسخة-ابن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو إسماعيل بن أبي القاسم العلوي، من أهل الرس، قرية من قرى المدينة النبوية، قدم مصر منها، استوطنها، وولي نقابة الأشراف في أيام العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله بن تميم، بعد موت أبيه إلى أن مات في شعبان سنة تسع وستين وثلاثمائة، وحضر العزيز بالله دفنه بداره، وولي ابنه أبو عبد الله الحسين النقابة بعده، وكان من أماثل الأشراف بمصر، قال أبو القاسم بن الطحان في الغرباء: أنشدونا له من قبله:
أدنو إلى الجوزاء وهي غريقة … تبغي النجاة ولات حين نجائها
تطفو وترسب فيه أحيا … نا لا مستغاث لها سوى إيمائها
والبدر يخفق وسطها فكأنه … قلب لها قد ريع في أحشائها
١٤ - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، البرهان أبو
محمد بن العلامة الجلال أبي الطاهر ابن الشمس أبي عبد الله بن الجلال أبي محمد
الخنجدي:
- بضم ثم فتح-الأصل، الأخوي-بفتح الهمزة والمعجمة-المدني، ويسمى محمدا أيضا، ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية، ونشأ بها، فحفظ القرآن