أبي الصيف وأبو المفاخر البيهقي (إمام الروضة الشريفة)، وتلى عليه سليمان بن خليل العسقلاني لحفص عاصم، وحدث بالحرمين، وجاور حتى مات بمكة، وهو معدود في مشيخة الحرم بها، وفيها مات، قال ابن الدييني في ذيله لتاريخ بغداد: أظنه جار لنا، وكان حيا في سنة تسعين وخمسمائة، قال الفاسي في مكة: وجدت على حجر بالمعلاة، هذا قبر الشيخ الصالح الإمام فخر الدين محمد بن أحمد بن حسين، ويعرف بجونكار الشجري، فهو هذا، وتسمية جده مخالف لما سبق، والله أعلم، وقد ذكره كل من الدييني وابن النجار في ذيلهما، وقال ثانيهما: إنه سافر البلاد وحج وأقام بمكة والمدينة، مجاورا إلى حين وفاته، وكان من أعيان مشايخ الصوفية وأحد عباد الله الصالحين، حدث بشيء يسير عن الحافظ أبي موسى المديني، سمع منه جماعة من الأئمة ورووا عنه.
٣٦٠٤ - محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن يوسف ..... بن
علي بن عثمان:
الحافظ الجمال أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي العبادي الساعدي المدني الشافعي، المؤذن بالحرم النبوي، ووالد الحافظ العفيف عبد الله، ويعرف بالمطري، كان جده خلف من الطور فانتقل منها إلى المطرية، فولد له أحمد، وانتقل إلى المدينة ثالث ثلاثة لخلوها حينئذ من عارف بالميقات، فعرف بالمطري، وولد له صاحب الترجمة بها، سنة ثلاث وسبعين وستمائة، كما جزم به ابن فرحون، (وفي سنة إحدى وسبعين وستمائة)، كما جزم به جماعة منهم: البدر بن فرحون، ثم شيخنا في درره غير مقتصر عليه، بل ذكر في آخر الترجمة: أنه سنة ست وسبعين، وهو الصواب، لوجوده كذلك بخط ولده، ووصفهم له في طبقة تاريخها سنة ثمان وسبعين بالحضور، وأحضر بها على أبي اليمن بن عساكر مصنف إتحاف الزائر، ثم سمع منه ومن غيره كخلف بن عبد العزيز القتيوري، سمع عليه الشفا، بل قدم مصر مرارا وسمع بها من الدمياطي ولازمه كثيرا، والشهاب الأبرقوهي في آخرين، وحدث وسمع عليه إتحاف الزائر محمد بن محمد بن يحيى الخشبي وعبد الله وعلى أبناء محمد بن أبي القاسم بن فرحون، وخلف والده في رئاسة المؤذنين بالمسجد النبوي، وكان من أحسن الناس صوتا، وناب في الحكم والخطابة هناك، وكان إماما عالما مشاركا في العلوم، عارفا بأنساب العرب، له يد في ذلك مع زهد وعبادة، وشعر رائق وفضائل جمة، وصنف للمدينة تاريخا مفيدا، وممن لقيه بالمدينة وسمى جده خلفا بالتكبير أبو عبد الله بن مرزوق، وقال: قرأت عليه الكثير، ووصفه شيخنا الإمام جمال الدين قال: وكان أحسن رجال الكمالات في وقته وإنه سمع بقراءة العلم البرزالي عليه وعلى محمد بن إبراهيم المؤذن، والطواشي المعيثي تحفة الزائر، وعلى الأولين فقط بقراءة الإمام نور الدين علي بن محمد بن فرحون الصحيحين، مات في سابع عشرى ربيع الثاني سنة إحدى وأربعين وسبعمائة،