للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان مالك لا يرضاه، وكان ثقة، فقال ابن عدي: خاصة حديثه عن الزهري مناكير، وقال النسائي: ضعيف وفي موضع آخر ليس بثقة، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس حديثه بالقائم، وقال أبو ضمرة أنس بن عياض خلط‍، وكذا قال الساجي: يقال إنه خلط‍، فاستحق الترك، وربما أدخل بينه وبين الزهري: محمد بن عبد العزيز، وقال أبو إسحاق الحربي: غيره أوثق منه، وقد خرج له ابن ماجة. وذكر في التهذيب، وضعفاء العقيلي، وابن حبان.

[٢١٣٠ - عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب]

السيد القدوة الزاهد، أبو عبد الرحمن العدوي العمري المدني، أحد الأعلام وأخو عمر الماضي، ويعرف بالعمري، وأمه أمة الحميد ابنة عبد الرحمن بن عياض بن عمرو بن بلال بن أحيحة بن الجلاح. يروي عن: النبي صلى الله عليه وسلّم مرسلا، يروي القليل عن: أبيه وعن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وعنه: ابن المبارك وابن عيينة وعبد الله بن عمران العابدي وجابر بن مرزوق الحدي وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من أزهد أهل زمانه وأشدهم تخليا للعبادة وتوفي سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة، ولعل كل شيء حدث في الدنيا كما قال ابن حبان لا يكون أربعة أحاديث، وكان من العلماء العاملين، متعبدا قانتا لله حنيفا زاهدا منعزلا عن الناس إلا من خير قوالا بالحق، متألها، ينكر على مالك اجتماعه بالدولة بل لما كتب إليه مالك «إنك بدوت فلو كنت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلّم!» كتب إليه «إني أكره مجاورة مثلك إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة»، ووعظ‍ الرشيد فبكى وحمل مغشيا عليه، وبعث إليه بابنيه الأمين والمأمون بألفي دينار، فأباهما، فقيل له: فرقها، فقال: هو أعلم، ثم أخذ منهما دينارا وقال: كرهت أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل، ولم يقبل من السلطان ولا من غيره. نعم كان يقبل صلة ابن المبارك، وكان من ولي من أقاربه ومعارفه شيئا لا يكلمه، بل لما ولي أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة هجره حتى مات. وكان منعزلا بناحية غربي المدينة يلزم المقبرة كثيرا، ومعه كتاب ينظر فيه ويقول: ليس شيء أوعظ‍ من قبر ولا آنس من كتاب، وأقسم بنعمة ربه قبل موته لو أن الدنيا تحت قدمه ما يمنعه من أخذها إلا أن يزيل قدمه ما أزالها، وأنه لا يملك يومئذ سوى سبعة دراهم من لحاء شجر، فتله بيده، وهو ممن أقبل على الحلال المحض، وقال لابن عيينه: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك وفيك عيب، فقال: ما هو؟ قال: حب الحديث، أما أنه ليس من زاد الموت ومع ذلك فقد عينه ابن عيينة لأنه عالم المدينة المشار إليه بالحديث، وانفرد بذلك، والحق تعيين مالك لذلك مع ما قيل في تعيين غيرهما، كما بسطته في مقدمة طبقات المالكية، ولم يكن بالمدينة أهيب منه عند السلطان والعامة، وأخباره طويلة تحتمل كراريس، وهو في التهذيب. مات بقرب المدينة في البادية المشار إليها سنة أربع وثمانين ومائة عن ست وستين سنة رحمه الله وإيانا.

<<  <  ج: ص:  >  >>