للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣٩٦ - سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب]

أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله القرشي العدوي، المدني أحد الأعلام المكثرين، والفقهاء الذين يصدر عنهم أهلها قضاء وفتيا، تابعي، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، أمه أم ولد، سمع أباه وعائشة ورافع بن خديج، وأبا هريرة وسفينة، ثم سعيد بن المسيب، وقال إن أباه قال له: «إنه سماه باسم سالم مولى أبي حذيفة» وغيرهم. وعنه خلق كثيرون منهم: عمرو بن دينار، والزهري، وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وحنظلة بن أبي سفيان. وذكره في التهذيب لرواية الجماعة له. وقدم الشام وافدا على عبد الملك بن مروان ببيعة والده له ثم على الوليد، وعلى عمر بن عبد العزيز، وكان يشبه أباه في السمت والهدى بل كان أشبه ولد عمر به وأبوه كان يشبه أباه. قال مالك: ولم يكن أحد في زمانه أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري الثياب يحملها. زاد غيره: أن سليمان بن عبد الملك، قال له وقد رآه خشن السحنة «أي شيء تأكل»؟ قال: «الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته».

وكان لا يأكل إلا ومعه سكين، ويخضب بالحناء، وكان له حمار هرم فنهاه بنوه عن ركوبه، فأبى، فجدعوا أنف الحمار فأبى أيضا، فقطعوا أذنيه، فأبى. وكان يركبه أجدع الأذنين، مقطوع الأنف والأذن. ورآه هشام بن عبد الملك يطوف بالكعبة فقال له: سلني حاجة فقال: «إني أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره»، فلما خرج لحق به وقال له: «الآن خرجت». فقال: «والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها»؟. وكان أبوه يقبله ويقول: شيخ يقبل شيخنا، ويقول: إني أحبك حبين، حب الإسلام وحب القرآن. وإذا ليم في حبه يقول:

يلومونني في سالم وألومهم … وجلدة بين العين والأنف سالم

قال أبو الزناد: كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ الإماء حتى نشأ فيهم السادة علي بن الحسين بن أبي طالب، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله فقهاء موال، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا. فرغبوا حينئذ في السراري. وقال ابن راهوية: أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه. وترجمته طويلة فهي عند ابن العديم في كراريس، وفي التهذيب وغيرهما. مات أول سنة سبع وعند الجمهور سنة ست ومائة. وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة، وكان حج فيها، ولم يحج في ولايته غيرها، فوافق موته، فصلّى عليه بالبقيع لكثرة الناس. فلما رأى هشام كثرتهم قال لإبراهيم بن هشام المخزومي: اضرب على أهل المدينة بعث أربعة آلاف، فكان الناس إذا دخلت الصائفة خرج أربعة آلاف من أهلها إلى السواحل فكانوا هناك إلى قفول الناس ومجيئهم من الصائفة. ويقال: إن جماعة منهم لم يرجعوا، فتشاءم أهل المدينة بهشام. وقالوا: عان.

[١٣٩٧ - سالم عبد الله]

المدني، مولى محمد بن كعب القرظي، كان عمر بن عبد العزيز قد آخاه في الله وحضر سالم عنده حين استخلف، فوعظه، وأظنه كان مع مولاه

<<  <  ج: ص:  >  >>