للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٩١ - دوس مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

قال ابن السندي له ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الخزاعي عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كتب إلى عثمان وهو بمكة: «أن جندا توجهوا قبل مكة، وقد بعثت إليك دوسا مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء، وبعثت إليك خالد بن الوليد لتسير» رواه صدقة بن خالد عن وحشي، فلم يذكر فيه دوسا. قال أبو نعيم: وليس المراد بدوس إلا القبيلة، ولا يعرف في موالي النبي صلّى الله عليه وسلّم أحد اسمه دوس. قال شيخنا في الإصابة: والسياق يأبى ما قاله أبو نعيم، ولكن الإسناد ضعيف.

١١٩٢ - دينار، العزّ الحبشي الشهابي، المرشدي، الشافعي:

قال ابن فرحون:

استقر في مشيخة الخدام بالمسجد النبوي، عقب وفاة ناصر الدين نصر عطاء الله في سنة سبع وعشرين وسبعمائة بعد أن كان من جملة الخدام بالقاهرة، فكان ذا حشمة ودين وعزة وحسن تفنن. صحب المشايخ الكبار من المجاورين، وتأدب بآدابهم، واكتسب من أخلاقهم، فلزم التلاوة ومجاهدة نفسه بالصيام والقيام والصدقة والإحسان. وأوقف أملاكا، ما بين نخيل ودور، وأعتق خداما وعبيدا وإماء يزيد عددهم على الثلاثين وعلق القناديل من خدامه في الحرم السبعة. وكفل أيتاما وحرما، ونعمهم بالمأكل والملابس والمساكن حتى كانوا يعدون من عياله، وله محاسن متعددة منها أنه سافر مرة إلى مصر فاستخلف على بيته وأمواله بعض أصدقائه من المجاورين، ففرط‍ بعدم تحرزه ممن بالبيت من خدام وإماء وعبيد لظنه عدم خيانتهم، فأفسدوا، ونقص مما خلفه ببيته مقدار أربعة وعشرين ألفا. فلما جاء وعلم بذلك قال له: «إن ذلك يلزمك شرعا لتفريطك»، فقال له: «نعم». وأمره أن يأخذ من أملاكه ونخله ما شاء، واستشار أصحابه فوافقوه على الأخذ، فلم يصوب رأيهم، فقال: إن هذا الرجل ممن صحبته في الله، وقد أقرأني القرآن، فلا أغرمه شيئا أفسده عبيدي لم يتدنس منه بشيء، وأبرأ ذمته من ذلك، ولم يزل صديقا له، حتى فرق الموت بينهما. وله بالحرم آثار شريفة. وكان فيه من الشدة في الدين على الإشراف، ما كان في مختار الآتي وزيادة مع الانقياد إلى الشرع، والموافقة على الخير، وكان صديقا للجمال المطري يحبه، زاد في ذلك على عطاء الله الآتي. فلما سعى إليه وهو بالقاهرة في المشيخة صفي الدين جوهر خادم اللالا وأعاطيها تسلط‍ أهل الشر على الجمال المشار إليه، بحيث اغتم لذلك. فاتفق أنه رأى في المنام كأن باب جبريل حول إلى باب الرحمة، وصار يقول: كيف يزال باب ثابت إلى باب غيره، ويبقى هذا المكان لا باب له؟ فلم يلبث إلا يسيرا، وجاء الخبر بالرجوع عن جوهر وولاية العز هذا، وكان بيته بباب الرحمة، وبيت جوهر بجوار رباط‍ صفي الدين السلامي، فجاء المنام كفلق الصبح، وانكف أهل الشر عن الجمال المذكور. وكان الأولاد المجاورين كالأب الشفيق، يسأل كل من لقيه منهم عن حاله وحال أهل بيته وأولاده، ويقول له: كيف إخواننا؟ ويقضي

<<  <  ج: ص:  >  >>