للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدا احتج للحقد بأحسن من هذا، ويقال: إن الرشيد إنما حبسه لما رآه نظيرا له في أشياء من النبل والفصاحة، ومات للرشيد طفل وولد له مولود في ليلة واحدة، فدخل على عبد الملك هذا، فقال له: يا أمير المؤمنين آجرك الله فيما ساءك، ولا ساءك فيما سرك، وجعل هذه بتلك، جزاء الشاكرين، وثواب الصابرين، وكان لعبد الملك لسان وبيان على فأفأة كانت فيه، مات بالرقة سنة ثمان وتسعين ومائة.

[٢٧٣٠ - عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة]

الماجشون، أبو مروان التيمي مولى بني تيم، المدني من أهلها الفقيه، الضرير، صاحب مالك، يروي عن أبيه (الماضي في محله) ومالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون ومسلم بن خالد الزنجي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم، وعنه: الغلابي ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد الملك بن حبيب الفقيه المالكي والزبير بن بكار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو الربيع سليمان بن داود المهري وعمار بن طالوت وعمرو بن علي الصيرفي ومحمد بن همام الحلبي وأبو عبيد محمد بن عبيد التبان وأحمد بن نصر النيسابوري وسعد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحكم وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ويعقوب الفسوي وغيرهم، قال مصعب الزبيري: كان مفتي أهل المدينة في زمانه، وقال ابن عبد البر: كان فقيها فصيحا، دارت عليه الفتوى في زمانه وعلى أبيه من قبله، وكان ضريرا. قيل: إنه عمي في آخر عمره، وكان مولعا بسماع الغناء، وقال حمد بن المعدل: كان من الفصحاء المذكورين، وكلما ذكرت أن التراب يأكل لسانه صغرت الدنيا في عيني، فقيل له: أين لسانك من لسانه؟ فقال: كان لسانه إذا تعايى أفصح من لساني إذا تحايى، وقال يحيى بن أكثم: كان بحرا لا تعكره الدلاء، قلت: ومع ذلك قال فيه أبو داود: إنه كان لا يعقل الحديث، وقال أبو مصعب:

رأيت مالكا طرده، لأنه كان يتهم برأي جهم، قال الساجي: وسألت عمرو بن محمد العثماني عنه؟ فجعل يذمه، وقال مصعب الزبيري: كان يفتي وكان ضعيفا في الحديث، وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان، مات في سنة اثنتين (أو ثلاث أو أربع) عشرة ومائة.

٢٧٣١ - عبد الملك بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن

حيوية:

الضياء أبو المعالي ابن الشيخ أبي محمد الجويني، الشافعي، الملقب إمام الحرمين، ولد في المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة، وسمع من والده، وبه تفقه، وقرأ الأصول على أبي إسحاق الإسكاف، تلميذ الإسفرائيني، وجلس للتدريس بموضع أبيه بعد وفاته، وخرج إلى الحجاز، فجاور بمكة أربع سنين، وبالمدينة يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب، ولذا قيل له: إمام الحرمين، ثم عاد إلى نيسابور وتولى

<<  <  ج: ص:  >  >>