للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرضي الطبريين، والشريف أبي عبد الله الفاسي، وابن حريث وغيرهم بمكة والمدينة في آخرين، كجده لأمه قاضي مكة الجمال ابن المحب الطبري، وجد أمه المحب الطبري، مما لم نقف عليه. وأشغله خاله النجم الطبري القاضي في المذهب الشافعي. فحفظ‍ الحاوي، والتنبيه ثم تحول مالكيا. واشتغل على قاضي اسكندرية الشمس بن جميل وقاضي دمشق الفخر سلامة وأبي عبد الله الغرناطي بمكة، وقرأ الأصول على العلاء القرنوي، والنحو عليه وعلي العز النشائي، وجود للسبع على العفيف الدلاصي بمكة، وأبي عبد الله القصري، وصحب الشريف أبا عبد الله الفاسي بمكة مدة طويلة ورباه وسلكه، وأخذ عنه طريق القوم وأبا محمد البسكري وتلقن منه وأخذ عنه وصحب الشيخ خليفة وآخرين، وحدث بالكثير.

سمع منه والد التقي، ودرّس وأفتى مع الفضيلة والشهرة الجميلة، وكونه وافر الصلاح ظاهر البركة شديد الورع والاتباع، له من الجلالة عند الخاص والعام ما لا يوصف، خصوصا المغاربة والتكاررة والسودان، فإنهم كانوا يرون الاجتماع به من كمال حجهم، وكانوا يحملون إليه الفتوحات الجزيلة فيفرقها على أحسن الوجوه، بل كان يستدين ويحسن إلى الخلق بحيث انفرد في بلاد الحجاز بذلك، ويقضي الله دينه، وكان مبتلى بالوسواس في الطهارة والصلاة، بحيث يعيد الصلاة بعد صلاته بالناس، وربما أذّن العصر ولم ينته من الإعادة. حتى أنه يبكي في بعض الأحيان. ولما مات أوصى بكفارات كثيرة خوفا من حنثه فيما صدر منه من الأيمان، فنفذت ودفن بالمعلاة على جده الإمام ضياء الدين المالكي، ومولده في شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة. واستقل بإمامة المالكية من سنة ثلاث عشر وسبعمائة حين موت أبيه إلى أن مات. فكان سبعا وأربعين سنة، وممن أخذ عنه الجمال بن ظهيرة وكان أقدم من لقيه وفاة. وذكر في معجم شيوخه بالوصف بشيخ الحرم وبركته، وأنه كان عالما صالحا مباركا، ظاهر البركة مع الورع الشديد. حصل له من الجلالة والعظمة والقبول عند الخاص والعام، ما لم يحصل لأحد من أقرانه ولم يخلف بعده مثله.

[١١٤٤ - خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن]

الحافظ‍ غرس الدين، وصلاح الدين، أبو الصفا، وأبو الحرم، وأبو سعيد، الأقفهسي المصري الشافعي. ولد في عشر السبعين وسبعمائة، وسمع الحديث على خلق كالصلاح الزفتاوي، وابن حاتم، وعبد الواحد الصردي، والمطرز، والشهاب المظفر، وابن الشيخة، ومريم ابنة الأذرعي بالقاهرة ومصر، وعلى ابن صديق والشمس بن سكر، وغيرهما بمكة والمدينة، والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز، وأبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وفرج الحافظي، وخديجة ابنة ابن سلطان، وغيرهم بدمشق. وجد في الطلب، وتخرج بالزين العراقي وولده، والهيثمي، وغيرهم، وتميز في معرفة المتأخرين، والمرويات والعوالي، مع بصارة في المتقدمين، وخرج لنفسه المتباينات وأحاديث الفقهاء الشافعية، ولغيره كمعجم ابن ظهيرة ومشيخة المجد إسماعيل الحنفي وغيرهما من شيوخه وأقرانه، وتقدم في هذا الفن مع

<<  <  ج: ص:  >  >>