للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحوال ملوك الشرق ونحوهم، ما امتاز فيه على غيره بمشاهدته مع نقص عبارته، تزوج بأخرة ابنة العلاء علي بن التاج محمد بن الجلال البلقيني من أمه، ومات عنها بعد أن استولدها ولكنه انقطع نسله منها، وذاك بعد تقلله مدة بالابتهال ورمى الدم بمكة في ضحى يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وصلّى عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة، ولم يخلف شيئا رحمه الله وإيانا.

٢٦٩٩ - عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله

محمد بن محمد بن عبد الرحمن:

السراج بن أبي السرور، الحسيني الفاسي، المكي المالكي، قريب الماضي قريبا، ووالد أبي الخير محمد وإخوته، ولد في رجب سنة ثلاث وثمانمائة بمكة، وأحضر بها على ابن صديق في أواخر الثانية سجدات القرآن للحربي، وفي الثالثة: بعض مسند الدارمي، وسمع على الزين أبي بكر المراغي الصحاح: للبخاري ومسلم وابن حبان بفوت في أولها وجزء الخرقي وأمالي التنوخي، ومن الزين الطبري: الموطأ رواية محمد بن الحسن، ومن الشريف أحمد بن علي الفاسي وابن سلامة وابن قطلوبغا، وغيرهم، وبالقاهرة: على النور الفوي من لفظ‍ الكلوثاني، وأجاز له (في سنة خمس) العراقي والهيثمي والمجد الفيروزآبادي والشهاب الجوهري والشرف بن الكويك وأبو الطيب السحولي والفرسيسي وعبد الكريم بن محمد الحلبي والشمس العراقي، وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق، وولي إمامة المالكية بمكة في أواخر سنة اثنتين وأربعين، وباشرها من ظهر ثالث ذي الحجة إلى ظهر اليوم الرابع الذي يليه، ثم منعه أمير الحاج المصري، فلما انفصل الركب: مكنه ناظر الحرمين سودون المحمدي من المباشرة، فباشرها من مغرب ليلة الثامن عشر منه إلى صبح يوم الأحد تاسع جمادي الأولى من التي تليها، ثم عزل بمحمد بن أبي عبد الله النويري وابن عمه أبي الفضل بن عبد الرحمن، ودخل البلاد المصرية والشامية واليمنية غير مرة للاسترزاق، وركبه دين كثير فتوجه إلى القاهرة في موسم سنة خمس وخمسين فلم يحصل على طائل، فتوجه منها إلى القدس والشام، ثم رجع إليها وسافر منها إلى بلاد المغرب في أوائل سنة سبع وخمسين فدخل تونس وفاس، ثم عاد لمصر في موسم التي بعدها بغير طائل، ثم عاد إلى مكة صحبة الحاج فأقام بها، وتردد منها مرارا إلى المدينة النبوية للزيارة، وكان يكثر من ذلك بحيث كان يكرر الزيارة في السنة الواحدة، وربما توجه في درب الماشي ماشيا إلى أن كان في سنة ثلاث وستين فتوجه إليها مع الحاج ثم رجع في البحر لمكة، فأقام بها دون شهر، ثم عاد إليها فاستمر بها أشهرا، وقدرت وفاته في ليلة السبت تاسع جمادي الآخرة سنة أربع، وصلّي عليه بالروضة ودفن بالبقيع، وكان خيرا مباركا ساكنا منجمعا عن الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>