للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادة والاشتغال بما يقربه من الله تعالى، وجريت معه على العادة في نيابة الحكم، وحاول الأمير جماز، وكان استقر هو وإياه في هذه الولاية في وقت واحد-رجوع الإمامية إلى ما كانوا عليه، وأذن ليوسف الصيرفي في الحكم بين الغرماء. فظهرت كلمتهم، وارتفعت رؤوسهم، وكان ذلك سببا لقتله، كما سبق في ترجمته، قلت: وقد روى عنه الزين أبو بكر المراغي بالإجازة، وقال ابن صالح: إنه كانت غيبته بعد ولايته الأولى: قدر عشر سنين، وكان يسأل الله رجوعه إلى المدينة ليموت بها، ويسأل من يعتقده من الناس في الدعاء له بذلك، فأجيبوا، ورد إلى المدينة وبلغ مقصوده، وجاء معه ولده القاضي نور الدين علي، فهنأته بقصيدة وسردها وأولها:

يا أيها القاضي السعيد، لك الهنا … بالعود نحو المصطفى المزمل

واستمر حتى مات في أول سنة ستين وسبعمائة بالمدينة، واستقر بعده التاج محمد بن عثمان الكركري، وذكره المجد فقال: ولي قضاء المدينة في عام خمس وأربعين، فوردها بعلم غزير وفضل كثير وعقل مدبر ورياسة تصعد إلى الفلك الأثير وهيبة ترعب الجاهل الغرير ويتأدب معها العاقل الكبير ونصرة للشرع حيث لا معين ولا نصير وقيام في الحق ببأس يخضع له الفطن البصير، مع الشكالة الصبيحة والشيبة المليحة واللهجة الفصيحة، واستناب في الحكم القاضي بدر الدين بن فرحون، فقام به قياما صفى الملحون وصحح الملحون، وأحال على وادي الإغاثة سيحون وجيحون، ثم أن القاضي تقي الدين أصيب ببصره بماء نزل عليه، فتوجه إلى الديار المصرية ليقدح عينيه، فسعى إليه فعزل وأضعف جل أمله عن العود إلى المدينة وهزل، واستمر منفصلا إلى شهور سنة تسع وخمسين، فهبت نسمة سعد أراحت عليه بكتاب التقنين والتعيين، فأعيدت إليه الولاية ثانيا وصار لمجاني الأمانة بيد الظفر حاسيا، ووصل إلى المدينة، فجاء الأمير جماز واستقر على عادته في الولاية محفوفا بالإكرام والإعزاز، مزاح الهموم منفي الأحزان مراح الكرب، مقبلا على الطاعة مشتغلا بالعبادة وما يتوسل به إلى الله من القرب، ذكره شيخنا في درره.

[٢٤٨٠ - عبد الرحمن بن عبد القاري]

المدني من أهلها، والقارة وعضل: إخوان من ذرية مدركة بن الياس، ممن أتى به النبي صلى الله عليه وسلّم وهو صغير، كما قاله أبو داود وذكره مسلم في ثانية تابعي المدنيين، يروي عن عمر وأبي طلحة زيد بن سهل وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاريين وأبي هريرة رضي الله عنهم، وعنه: ابنه محمد والسائب بن يزيد وهو من أقرانه، وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله والأعرج والزهري وحميد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>