الفراش بها، وأخو محمد الآتي، رأيت بخطه «المختار» للحنفية، أنهاه في شوال سنة ست وثمانين وثمانمائة، وسمع مني أيضا.
[٢٣٠ - أحمد بن علي بن محمد بن عبد الوهاب الإسكندراني الأصل]
المدني المالكي، أخو محمد، والآتي أبوهما، وعمهما عبد الوهاب، ولد قبيل الخمسين بالمدينة، ونشأ بها، فحفظ القرآن، والرسالة، وعرضها على الأبشيطي، وأبي الفرج المراغي، والشمس السخاوي، وحضر دروسه، وسمع على أبوي الفرج الكازروني، وابن المراغي، وتكرر دخوله بمصر ودمشق وغيرهما، وزار بيت المقدس، والخليل، وهو سبط عمر بن زين الدين والد حسن، أقول: وبعد المؤلف عمل حنبليا، وسعى في قضاء الحنابلة عند كاتب السر المقر البدري بن مزهر، فولاه عقب الشهاب الشبيني سنة ثلاث وتسعمائة، وعزل مرارا بأبي الفتح الريس، الذي كان شافعيا وتحنبل أيضا، وسافر مفصولا إلى القاهرة، فمات بها في ثالث ذي الحجة سنة ثلاثة عشرة وتسعمائة، وخلف ولده ابراهيم، فولي قضاء الحنابلة مدة طويلة.
٢٣١ - أحمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي القاضي،
والشهاب، أبو العباس بن النور، بن القدوة، أبي عبد الله الحسني الفاسي:
ثم المكي المالكي، والد الحافظ التقي محمد، ولد في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمكة، وسمع بها من العز بن جماعة، والموفق الحنبلي، مسند عبد يغوث من أوله، وجزء ابن نجيد، ومن اليافعي: الصحيحين. ومن خليل المالكي: صحيح مسلم في آخرين، وبالقاهرة: من أبي البقاء السبكي، والنجاري وغيرهما، وببيت المقدس، ودمشق وحلب، وأجاز له الصلاح العلائي، وسالم بن عبد الله المؤذن، وجماعة من أصحاب الفخر، وطبقته وغيرهم، وحفظ في صغره عدة كتب، واشتغل في فنون من العلم، كالفقه وأصله، والمعاني، والبيان، والأدب، وحصل كثيرا، وممن أخذ عنه في الفقه والنحو أبو العباس بن عبد المعطي، وموسى المراكشي، وأذن له أولهما بالإفتاء، وكذا أخذ عن القاضي أبي الفضل النويري أشياء من العلم، وعن غير واحد بمصر وغيرهما، وتقدم في معرفة الأحكام، والوثائق، ودرس وأفتى كثيرا، وله تأليف في مسائل ونظم كثير، ونثر، ويقع له من ذلك ما يستحسن، ومدح النبي صلّى الله عليه وسلّم كثيرا، وكذا له مدائح في أمراء مكة، وولي مباشرة الحرم بعد والده في سنة إحدى وسبعين، واستمر حتى مات، وناب في قضايا عن صهره القاضي أبي الفضل النويري، وابنه القاضي محب الدين، والجمال بن ظهيرة، وابن أخيه السراج عبد اللطيف بن أبي الفتح الحنبلي، وفي العقود عن المحب النويري، وابنه العز، وتأخر في قضاء المالكية بمكة عن والده التقي، ودخل الديار المصرية مرارا، وكلا من الشام واليمن