بالمدينة وربا باع بالنسيئة فذكر حكاية، وفيها أيضا أنه كان بمصر وعز بالمدينة فاشتاق إليها فسافر للاجتماع بها، وقدم الشام ومدح عبد الملك بن مروان وغيره، وكان شيعيا يقول بتناسخ الأرواح ويقرأ في {أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ،} وكان ..... بالرجعة (يعني رجعة علي من الدنيا)، ونسب لعزة لحبه لها وتغزله فيها، وقال عبد الله بن أبي إسحاق:
إنه كان أشعر أهل الإسلام، زاد غيره: وكان فيه خطل وعجب، وله عند قريش منزلة وقدر، وكان قليلا دميما، فلقيته امرأة فقالت: من أنت؟ فقال: كثير عزة، فقالت:
تسمع بالمعدي خير من أن تراه، فقال: ...... أنا الذي أقول:
فإن إلها معروف العظام فإنني … إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن
قالت: وكيف تكون بالقوم وازنا وأنت لا تعرف إلا بعزة، قال: والله لأن قلت ذلك لقد رفع الله بها قدري وزين بها شعري … لكما قلت:
وما روضة بالحسن ظاهرة الثرى … يمج الندى جثحانها وبهارها
بأطيب من أراد أن عزة موهنا … وقدت بالمندل الرد نارها
من الخفرات البيض لن تلق شقوة … وبالحسب المكنون صاف بحارها
فإن بدرت كانت لعينيك قرة … وإن غبت عنها لم يعممك عارها
مات في سنة خمس ومائة، هو وعكرمة في يوم واحد فلم يوجد لعكرمة من يحمله واختلف قريش في جنازة قريش، وقيل مات سنة خمس.
[٣٥٢٧ - كردم بن أبي السنابل الأنصاري]
ويقال الثقفي، له صحبة، سكن المدينة، ومخرج حديثه عن أهل الكوفة.
[٣٥٢٨ - كرز بن علقمة الخزاعي]
الصحابي، له حديث عند أحمد من طريق عروة بن الزبير عنه، وصححه ابن حبان والحاكم، وآخر عند ابن عدي من جهة عروة أيضا، غريب المتن، وذكره مسلم في الأولى من المدنيين، وقال البغوي: سكتوا، وقال ابن شاهين: إنه كان ينزل عسقلان، ويقال إنه ابن حبيس، حكاه ابن السكن تبعا للبخاري، ووقع في رواية أحمد كذلك، وقال ابن السكن: إنه أسلم يوم الفتح وعمر طويلا، وعمي في آخر عمره، وكان ممن جدد أنصاب الحرم في زمن معاوية، وهو الذي نظر إلى أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلّم، هذا القدم من تلك القدم التي في المقام، وهو الذي قفا أثر النبي صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر حين دخلا الغار، فذكر أبو سعيد في شرف المصطفى:
المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة مهاجرا، فاقتفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور، فرأى نسج العنكبوت على بابه، فقال: إلى هنا انتهى أثره، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل، طوله في الإصابة.