الدمشقي، التاجر الكارمي، نزيل مصر، ويعرف بالرندي، كانت له مكارم وفيه مروءة، وكان يحكى أنه توجه للحج فحصل له في الطريق خلط أقعده، بحيث لم يكن يستطيع الحركة، بل صار يحمل في محفة، فلما دخل مكة تحلل الخلط قليلا، ثم خف في السعي، ثم في التوجه إلى عرفة، ثم بالوقوف بها ثم بمنى، ولم يبق منه شيء، فلما عاد من مكة عاد له ذلك، فلما وصل المدينة النبوية وسلم على النبي صلى الله عليه وسلّم، استغاث به وتشفع، وهم بالقيام فقام وخرج كأن لم يكن به وجع الخط، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، ذكره القطب الحلبي ثم شيخنا، باختصار، وذكرته .... شيء به في التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلّم.
٣٦١٤ - محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن الشيخ عبد السلام الشمس
أبو عبد الله بن أبي العباس القليبي:
من بيت مشيخة وجلالة، كتب عنه شيخنا أبو النعيم العقبي في سنة تسع وثمانمائة مختصرة الشيخ يوسف الصفي وجماعة، ما أنشده من نظمه تجاه النبي صلى الله عليه وسلّم بالحجرة الشريفة:
يا خيرة الله من كل الأنام ومن … له على الرسل والأفلاك مقدار
روحي الفدا لأرض قد ثويت بها … بطيب مسواك طاب الكون والدار
إني ظلوم لنفسي في أتباع هوى … وقد تعاظمني ذنب وأوزار
في أبيات، وذكرته هنا مع إخلال الشرط فيه.
[٣٦١٥ - محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني]
الشمس أبو عبد الله الشستري (ويقال له التستري أيضا) الأصل، المدني، ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة بالمدينة النبوية، وسمع من الأديب أبي محمد عبد الله بن عمران السكري قصيدته الشهيرة التي أولها:(دار الحبيب أحق أن تهواها)، ومن أبي زكريا يحيى بن زكريا الحوراني السيرة المسماة الخلاصة للمحب الطبري، خلا المجلس الثاني، ولم يعين، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن حريث القرشي العبدري الشفا، إلا المجلس الخامس، (ولم يعين أيضا، وهو خاتمة أصحابه)، ومن الجمال المطري الحافظ وغيره، وأجاز له الداني والديوسي وعبد الرحمن بن مخلوف وعمر العتبي وزينب ابنة شكر، وجماعة: كالرضي الطبري، فإنه حدث بالخلاصة المشار إليها عن ذلك سماعا (كما عين)، وعن الرضي، أجازه كلاهما عن المؤلف سماعا لأولهما، وقراءة للآخر، سمعها عليه الزين أبو بكر المراغي، وقرأ عليه الشفا محمد بن محمد بن عمر البسكري المدني في آخرين بالحرمين، وغيرهما من الأعيان … كالجمال الكازروني والبرهان الحلبي الحافظ وشيخنا أبي