للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كأني بصفو العيش منك مكدر … كأني بما زينت من زخرف فني

فسلمك حرب واجتماعك فرقة … وأمنك خوف بيسر أنت لمقتني

ولما كان الجلال أبو السعادات بن ظهيرة قاضي مكة عندهم بالأمر، أنشده قصيدة طنانة أولها:

ظمئت لرؤيتك السعيدة مكة … واهتز من شوق إليك المنبر

واستوحش الحرم الشريف وأهله … والبيت كاد من الجوى يتفطر

والحجر والحجر الشريف وزمزم … وكذا المقام مع الصفا متكدر

ومنها:

لك في الخروج إلى المدينة أسوة … فابشر فمذ هاجرت أنت مظفر

[٣٥٨٢ - محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو عبد الله البسني]

الصوفي العارف، ممن قدم بغداد وغيره، وحج منها مرارا ماشيا وراكبا، وجاور بالحرمين مدة، ولقيه بمكة الدشي، وأنه قال له: لي أتردد إلى ها هنا-يعني الحج-خمسين سنة، وأثنى عليه بقوله: صاحب رياضة ومجاهدة وأسفار وتجريد، وله تصنيف في الطريقة وأظنه قرئ عليه بعض تصانيفه ولنا منه إجازة، واستوطن آخر عمره همدان وسكن بروذراود منها حتى مات بها في رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن نيف وثمانين سنة، فإنه ذكر لي ما يدل على أن مولده سنة خمسمائة.

[٣٥٨٣ - محمد بن إبراهيم بن الحرث بن خالد بن صخر]

أبو عبد الله التيمي القرشي، تابعي من أهل المدينة، كان جده الحرث من المهاجرين الأولين، وهو ابن عم أبي بكر الصديق، يروي عن أسامة بن زيد وأبي سعيد الخضري وجابر وابن عمر، ورأى أنسا وسعد بن أبي وقاص وغيرهما، ثم روى عن علقمة بن وقاص ومعاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي وعيسى بن طلحة بن عبيد الله وطائفة من القدماء التابعين كأبي سلمة وعطاء بن يسار، وأكثر روايته عنهم، روى عنه ابنه موسى-الآتي- ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عجلان ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو والأوزاعي وابن إسحاق والزهري وعمارة بن عزية وعبد الله بن طاووس وعبيد الله بن عمر وآخرون، وكان أحد الفقهاء الثقات عريف بني تيم، قال: لما قرأت القرآن وأنا فتى لزمت المسجد، فكنت أصلي عند طريق آل عمر بن الخطاب إلى المسجد، وكنت أرى ابن عمر يخرج إذا زالت الشمس فيصلي اثنتي عشرة ركعة ثم يقعد، فجئته يوما فسألني من أنا فانتسبت له فقال: جدك

<<  <  ج: ص:  >  >>