وهو ابن عبد الله بن أبي نمر، ابو عبد الله، القرشي المدني من أهلها. ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين، وهو ممن شهد جده بدرا، ولكن قد ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، يروي عن: أنس وسعيد بن المسيب وكريب وعطاء بن يسار وغيرهم. وعنه: مالك وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وغيرهم.
وخرج له الشيخان. وقال ابن معين والنسائي وابن الجارود: ليس به بأس، وفي رواية عنهم: ليس بالقوي، ووثقه أبو داود والعجلي، وابن حبان وقال: ربما أخطأ، انتهى.
وكان يحيى بن سعيد: لا يحدث عنه، وقال الساجي: كان يرى القدر. وهو راوي حديث المعراج، وانفرد فيه بألفاظ غريبة بحيث بالغ ابن حزم فاتهمه بالوضع. ورد عليه بتخريج الشيخين له، ورواية سعيد المقبري عنه في البخاري، وهي من رواية الأكابر عن الأصاغر، وبالجملة: فغيره أوثق منه. ويقال إنه صحب أبا حنيفة وأخذ عنه، وكان يقول: إنه كبير العقل. مات بعد الأربعين ومائة، وقال ابن عبد البر: سنة أربعين.
[١٧٣٥ - شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون]
الأشرف الصالحي النجمي، صاحب الديار المصرية والشامية وغيرها من البلاد الإسلامية وليها بعد خلع ابن عمه المنصور محمد بن المظفر حاجي بن الناصر في شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة، وولي لصغره تدبير الدولة يلبغا الخاسكي إلى ربيع الآخر سنة ثمان وستين لثوران مماليكه عليه، وانتموا إلى الأشرف، وتمكن الأشرف إلى أن خلع وهو غائب فإنه توجه للحج في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بولده علي الملقب بالمنصور، كان ثار عليه جماعة وهو بالعقبة فعاد إلى القاهرة، فوجد الأمر كذلك، فاختفى بها إلى أن قبض عليه، وآل أمره إلى أن خنق في هذا الشهر. وكان قد فعل بالحرمين مآثر حسنة، فقرر دروسا في المذاهب الأربعة ودرسا في الحديث وتصادير وقراء ومؤذنين وغيره، ومكتبا للأيتام بإشارة كبير دولته يلبغا المشار إليه. ذكره الفاسي مطولا، وأحكم القبة التي على الضريح النبوي في سنة خمس وستين وسبعمائة، وجددت في أيامه سنة سبع وستين للمسجد شرفات.
[١٧٣٦ - شعبة بن دينار]
أبو عبد الله أو أبو يحيى، الهاشمي المدني، مولى ابن عباس. ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، وهو يروي عن: مولاه، وعنه: ابن أبي ذئب وبكير بن الأشج وداود بن الحصين وغيرهم. قال أحمد: ما أرى به بأسا وقال ابن معين:
ليس به بأس، هو أحب إليّ من صالح مولى التوأمة. كان مالك يقول فيه: ليس من القراء، وعن ابن معين أيضا: لا يكتب حديثه، وعن مالك: ليس بثقة، وقال البخاري:
تكلم فيه مالك ويحتمل منه يعني من شعبة كما قاله أبو الحسن بن القطان وليس هو ممن يترك حديثه، قال: ومالك لم يضعفه وإنما شح عليه بلفظ «ثقة». قال شيخنا: وهذا التأويل غير سائغ بل لفظة «ليس بثقة» في الاصطلاح توجب الضعف الشديد، وقد قال ابن حبان: روى عن ابن عباس ما لا أصل له حى كأنه ابن عباس آخر، انتهى. وعن