وسمع عليه غير ذلك، وكذا قرأ على المحب ابن الشحنة، وغيره، وسافر منها إلى الشام في التي تليها، فقرأ على الزين خطابه والخيضري في البخاري وغيره ودخل حلب، وزار بيت المقدس مرتين، ولما كنت مجاورا بالمدينة المرة الأولى سمع مني وعلي أشياء، وقدم بعد ذلك القاهرة أيضا في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين فقرأ علي بعض البخاري، وسمع علي غير ذلك .... من النظام في الفقه وأصوله، وكذا عن الصلاح الطرابلسي وأبي الخير الرومي، ولقيني أيضا في سنة ثمان وتسعين بالمدينة، فتكرر اجتماعه بي، وهو ممن أشير إليه بالتقدم في مذهبه بحيث تصدر للإقراء بعد الإذن له فيه وفي الإفتاء، كل ذلك مع عقل وسكون ورغبة في الانجماع ونظم، وهو بعد موت الشمس بن الجلال أفضل حنفي هناك، وتكرر اجتماعه بي في سنة اثنتين وتسعمائة … وحمدته بورك فيه.
[٣٨٧٢ - محمد النجم الطويل]
شقيق الذي قبله، حفظ القدوري، وقرأ على ابن عمه (قاضي الحنفية) النور على البخاري، واشتغل وباشر الحسبة وقتا نيابة عن بني عمه، ومولده سنة إحدى وخمسين، وتكرر سفره للقاهرة ودمشق وغيرهما وزار بيت المقدس، واستخلفه ابن فرفور على قضاء الركب الشامي في سنة تسعمائة في الذهاب لمكة.
[٣٨٧٣ - محمد، الشمس]
أخوهما، ولد في سنة سبع وخمسين، وقرأ القدوري ولم يخرج من المدينة إلا للحج ونحوه، وناب في القضاء والحسبة عن ابن عمه، وحمد في ذلك، ولا بأس به.
[٣٨٧٤ - محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس]
الخليفة المهدي، أبو عبد الله بن المنصور أبي جعفر، الهاشمي العباسي، بويع بمكة بالخلافة بعد موت أبيه بها، وبلغه الخبر بذلك في إحدى عشر يوما، وكان أبوه قد عهد له بها، واستمر حتى مات في العشر الأخير من المحرم سنة تسع وستين ومائة … فكانت خلافته عشر سنين وشهرا، ولما حج في سنة ستين قسم في أهل الحرمين على ما قيل ثلاثين ألف درهم، وأربعمائة ألف درهم (وصلت إليه من مصر واليمن) ومائة ألف ثوب وخمسين ألفا، وكسى الكعبة ووسع المسجد الحرام، بل زاد فيه مرة أخرى وأنفق في ذلك أموالا عظيمة إلى غيرها من .... فيهما وفي طرقها، وزاد في المسجد النبوي، فإنه حج في سنة ستين ومائة وقدم المدينة … من الحج، فاستعمل عليها جعفر بن سليمان سنة إحدى وستين وأمر بالزيادة فيه ففعل، وفي المدارك لعياض نقلا عن محمد بن سلمة: سمعت مالكا يقول: إنه دخل على المهدي فقال له وقد طلب منه أن يوصيه: أوصيك بتقوى الله وحده، والعطف على أهل بلد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجيرانه فإنه