للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وولى على المدينة أخاه مصعبا، وولى آخرين على غيرها من الجهات، واستمر إلى أن خذله من كان معه وصاروا يخرجون إلى الحجاج بن يوسف حتى قتله وصلبه في ولاية عبد الملك بن مروان في جمادي الآخرة سنة اثنتين وسبعين. ومر به ابن عمر وهو مصلوب على جذع منكسا فبكى وقال: يرحمك الله أبا خبيب ما علمناك إلا صواما قواما، وإن قوما أنت شرهم لخيار، وقيل: إن ابن أبي حازم غسل رأسه وحنطه وكفنه وصلّى عليه، وبعث به إلى أهله بالمدينة فدفنوه بها، وترجمته ومناقبه وأخباره تحتمل مجلدا، وهو في التهذيب، وأول الإصابة وغيرهما كالفاسي في نصف كراس. وذكره مسلم فيمن عد في المكيين.

وخلافته بلا شك صحيحة. وخرج عليه مروان بعد أن بويع له في الآفاق كلها إلا بعض قرى الشام، فغلب مروان على دمشق، ثم غزا مصر فملكها، ومات بعد ذلك، فغزا بعد مدة عبد الملك بن مروان العراق، فقتل مصعب بن الزبير، ثم غزا الحجاج مكة فقتل عبد الله. وقد كان عبد الله أولا امتنع عن بيعة يزيد بن معاوية، وسمى نفسه عائذ البيت وامتنع بالكعبة، فأغزا يزيد جيشا عظيما فعلوا بالمدينة في وقعة الحرة ما اشتهر، ثم ساروا من المدينة إلى مكة، فحاصروا ابن الزبير ورموا البيت بالمنجنيق وأحرقوه، فجاء نعي يزيد وهم على ذلك، فرجعوا إلى الشام. فلما غزا الحجاج مكة فعل كما فعل أسلافه بالمدينة، ورمى البيت بالمنجنيق وارتكب أمرا عظيما، فظهرت حينئذ شجاعة ابن الزبير فحمى المسجد وحده وهو في عشر الثمانين بعد أن خذله عامة أصحابه حتى قتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، رضي الله عنه ورحمه.

[٢٠٣٥ - عبد الله بن الزبير المصري]

ثم المدني الشافعي، ولد بالمدينة ونشأ بها، وتفقه بالكازورني، فبرع، ومات في حدود السبعين. كذا في الدرر لشيخنا، وقال: كذا ذكره العثماني قاضي قضاة صفد في طبقات الفقهاء.

٢٠٣٦ - عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزي بن

قصي بن كلاب:

القرشي الأسدي ابن قريبة أخت أم سلمة أم المؤمنين، صحابي معدود في أهل المدينة، وذكره مسلم في أهلها من أشراف قريش، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلّم بل كان يأذن عليه، وهو الذي أمر عمر بالصلاة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلّم أبا بكر أن يصلّي، ولم يجده.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم وأم سلمة، وعنه: ابنه أبو عبيدة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قتل يوم الحرة مع عدة بنين له، ولكن قال ابن عبد البر: إن المقتول بالحرة ابنه يزيد، وأما هذا فقال أبو حسان الزيادي: إنه قتل يوم الدار، وهو في التهذيب.

[٢٠٣٧ - عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان]

أبو عبد الرحمن المخزومي المدني من أهلها، مولى أم سلمة. يروي عن: الأعرج، ومجاهد ومحمد بن كعب ونافع والزهري

<<  <  ج: ص:  >  >>