للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمختصر (كلاهما في الفقه) والتنقيح في الأصول للقرافي وألفيتي النحو، والحديث، وعرضهما عليّ وعلى أهل المدينة ونحوهم فأجاد، ولازمني في سماع جملة مستكثرة، وهو متوجه للخير لتؤدته وفهمه، وهو أحد القراء عند عمه في الفقه وملازميه في غيره، ولازمني في شرح الألفية وكان يكتبه بخطه، وسمع مني وعليّ. أقول: وقد عاش بعد المؤلف أزيد من أربعين سنة، وتزوج من ابنة عبد القادر بن محمد بن يعقوب الكبرى وأولدها عددا، وتقرر في الوظائف والصرر، وحصل الإحصاء بل والدور، وعمرها، ودرس، وقرأ الحديث في الروضة الشريفة في الأشهر الثلاثة وليلة المولد والمعراج، وأهين من شيوخ المدينة لإنكاره على أكابر بلده، فلذلك لم يميلوا إليه ولم يعولوا في قضية عليه.

[٢٧١٦ - عبد المعطي بن خصيب (بمعجمة ثم مهملة كلبيب) بن زائد بن جامع]

أبو المواهب بن أبي الرضا (بمعجمة) المحمدي نسبة لقبيلة بالمغرب، يقال لهم: بنو محمد، التونسي المغربي، المالكي، نزيل مكة، ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة (أو في التي بعدها) في بادية تونس ونشأ بها، فأخذ الفقه وأصوله العربية وغيرها من عيسى الخصيبي وعلي المغربي الحساني، وأبوي القاسم المصمودي والفهمي الفاسي، تلميذي ابن عرفة، ولازم الثالث فيها وفي القراءات، وتهذب بهم في السلوك والعرفان وأتقن أصول الدين بالدخول في كتبه تدريجيا، وكلهم ممن صحب فتح الله العجمي نزيل المغرب، بل هو ممن انتمى صاحب الترجمة أيضا إليه ولازمه وتسلك به، وأشار عليه بالأخذ عن الأولين، وكذا أخذ عن عبد الغني اللخمي، أحد من حضر عند ابن عرفة، بل حضر أيضا درس أحمد القلشاني وأخيه عمر ومحمد بن عقاب في آخرين، وتميز في فنون العلم وطريق القوم، وهاجر من بلاده، فدخل القاهرة ليلقى من بها من المساكين والعلماء، فرأى بعض العارفين بجامع الأزهر، فلوح له بالتوجه إلى مكة، فسافر في البحر، فوصلها في أثناء سنة ستين فحج، ثم رجع إلى المدينة وسمع بها على أبوي الفرج: المراغي والكازروني، ودام بها ثلاث سنين يحج في كل سنة، ثم قطن مكة، ولم يخرج منها إلا لبيت المقدس ودمشق، واجتمع في كل منهما بجماعة، وزار الخليل، وكان يتحرج من الدخول لعلو السرداب أدبا ويقف بمكان منعزل، فاتفق أنه رأى الخليل عليه السلام في المنام، وأمره بزيارة بنيه بعد أن كان عزم على الترك حتى رأى كثرة الجمع الذي لا يحصل له معه توجه، فامتثل ولم يعدم خلقا قاصدين لذلك، وكان في سنة خمس وستين (والتي تليها) بتلك النواحي، ولم يحج في أول الستين، وعاد لمكة وقد تمكن من العرفان وتفنن في طرق الإرشاد والبيان فانقطع بها، كل ذلك وهو متقلل من الدنيا، ولم يخرج منها لغير الزيارة النبوية، وخالط‍ بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>