عمر بن عبد العزيز، وعنه يحيى بن سليم الطائفي، وثقه ابن حبان، وذكره البخاري في تاريخه وقال أبو حاتم: مجهول ولذا ذكره الذهبي في ميزانه.
[٣٨٨٣ - محمد بن عبد الله]
الشمس الخجندي، نزيل المدينة، قال ابن فرحون:
إنه كان من أكابر المجاورين المتأخرين أصحاب المجاهدة والصبر العظيم على مشقة العبادة والعزلة عن الناس بحيث يسكن بكراء خوفا من مساكنة أهل الرباط، وكان يعمل أربعينيات يعتزل فيها عن الناس وكلامهم ويأكل فيها اليسير من الطعام ولا يقطع الصلاة في المسجد الشريف، بل يجعل على رأسه ما يغطي به وجهه ويمنعه الاشتغال بالنظر إلى ما يشغله، ويأتي الروضة في الصف الأول، فيصلي ثم يرجع في الحين إلى بيته، فلا يزال في صلاة وذكر ودعاء، أخبرني السراج عبد اللطيف بن العلامة الشمس محمد الزرندي (وكان جاره وداره تطل عليه) وقال: كنت لا أقوم ساعة من الليل إلا وأسمعه، إما يذكر أو يقرأ، ويدعو ويستغفر، مع بكاء وعويل، وكان قد بورك له في الطعام، أخبرني الشمس الحليمي (رحمه الله)، أنه أعطاه صاعا من الدقيق وقال: اعمل لي منه، وأرسل إلى كل ليلة منها بحفنة مطبوخة قال: فقلت واستمر على ذلك مدة، ثم قال: اعمل منه كل ليلة قرصا ففعلت مدة ثم قال: اعمل لي منه كل ليلة جمعة قطعة طعام رشيدية للفقراء ففعلت، وكان يجتمع عليه كل ليلة جمعة فقراء فيذكرون إلى أن يذهب جزء كبير من الليل، ويقدم لهم ذلك الطعام الذي لا يظن في أنه يكفي ثلاثة فيأكل منه فوق العشرين، ولا يزال ننفق مما يعطينا حتى نمل ثم يأخذ الفضلة بعد ذلك، وأخبرني بذلك جماعة من أهل الخير ممن يعرف حاله، قالوا كلهم: لم ير قط مثل بركة طعامه، وكان يتواجد في الذكر ويقوم ويدور في الحلقة فيجد الجماعة منه قوة وصلابة يعجز عنه أقوياء الشباب، بحيث أن الجماعة يملون ولا يمل، ومتى أمسك على أحد منهم أتعبه، وكان قد أسن وكبر، وكنت أحضر عنده أحيانا، وكان له وجه يضيء عليه نور العبادة والخير وله لحية طويلة مليحة تبلغ إلى سرته، ومات رحمه الله عن وصية وثبتت وصدقه بجميع ما يملكه حتى بفراشه من تحته وذلك سنة أربع وستين وسبعمائة، وتبعه المجد ملخصا بأمتن عبارة وأبين إشارة، وكذا ذكره شيخنا في درره فيمن لم يسم أبوه، فقيل: نزيل المدينة، كان صالحا، عابدا، مواظبا على الصف، منقطعا عن الناس، يقطع الليل بالذكر، ويحكى عنه في تكثير الطعام عجائب، أرخ ابن فرحون وفاته سنة أربع وستين.
[٣٨٨٤ - محمد بن عبد الله]
أبو عبد الله التكروري، خطيب ببلاده، ثم حج وسكن المدينة، وكان على طريقة مثلى، كثير البر والإيثار وتفقد الإخوان، متسع العلم، مات بها سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ودفن عند قبر عثمان (حفر له بين القبور فوجدوه