للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دامغ للبدعة، وقرأ مرسوماه بالوظيفتين في يوم واحد على مكة المؤذنين بعد صلاة الجمعة، وذاك أول سنة سبع وستين، وله التصانيف الحسنة والدروس المفيدة متع الله المسلمين ببقائه، وطول المجد ترجمته فقال: كان من أفاضل الدهر وأماثل العلماء وأوحد الزمان وفريد الأقران، الراقي مراقي الأعلام بالبنان واللسان والأقلام، مع القريحة الوقادة والبصيرة النقادة والجريدة التي بها ساد القادة وقاد السادة، تفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة وحوى من الفنون العلم كل نخبة طريفة وألقى بالآخر نزائره على علوم الأحاديث الشريفة، وفرع بها من فنون المعالي كل قبة ...... مع نظم مخترع في ارتجاله الأفكار ويسرع في محاله الأفكار ويطلع في عياصة الأنوار ويبتدع في رياضة الأزهار، وينشر فضله والفضائل حاله ونجمه في أفق المعالي عال، ومصنفات بروق الطالبين .... ومؤلفات تسوق المستفيدين … ودروس أحيت علم النعمان بعدما درس، وفوائد .... ما في قلوب الطلاب من العلم ما غرس، ولي عام سبع وستين وسبعمائة وظيفتي الحكم والحسبة، ولما كان أنصاريا قام بنصر سنة المصطفى قياما صحح به نسبة دفع بسيف بأسه البدعة وأهلها، وأنه ببركة سميه المرتضى قدمت خلائق الخلائق حزنها وسهلها، وإن لم يكن سمي بالملة الحنفية فمن لها، وكان له إلى الديار المصرية ترداد ووفادة، كلما تكررت جعلت ..... ، واتفق له في عام أحد وسبعين دخول العراق وأقام مدة ببغداد، وافى بأسماع الحديث ما دثر من عالمه وباد وأجاد وأفاد وأبدا وأعاد، ورفع أركان السنة وأساد وتلقى بالإكرام والأمجاد وحسن الإصدار والإيراد، وبعد إكمال عامه رجع إلى وطنه ومقامه، وفي الحجة عام ثلاث وسبعين عقب صدوره من مصر أدركه الأجل المحتوم وظهر له الأمد المكتوم، وأعقب أولادا كراما كل منهم بلغ من الفضل مراما، أنشدني رحمه الله من شعره من قصيدة طويلة:

أشتاق قربك والليالي تبعد … وأروم عطفك والزمان ينكد

ما غير الهجر المقيم ولا الجفا … ما كنت من حسن المود تعهد

إن كان في تلفي رضاك فإنني … أهوى هواك وأبتغي ما يقصد

أعلمت أن السقم بعدك لم يدع … لي

ومن العجائب أنني لك سائل … والدمع مني سائل متبدد

٣١٠٤ - علي بن يوسف بن عزيز المدني الإمامي … :

وعنه الأقشهري كيفية في السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ووصفه بالقاضي المشاور، صفي الأشراف، صفي الدين، وقال: أصلح الله سريرته كما أصلح علانيته وإنه أملاها عليه بالحرم الشريف المدني، من لفظه، وذكره ابن صالح فقال: كان فقيها ذا جاه ومال ودربة

<<  <  ج: ص:  >  >>