للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر في الجمال المطري، بل سيأتي في المبهمات حكايته عن رجل حفار حادثة، وذكره ابن فرحون فقال: محمد بن إبراهيم المصري المدني النجار المؤذن، أحد رؤساء المؤذنين، كان من أدين الناس وألينهم عريكة وأحسنهم مخالطة، لو دعاه أصغر الناس لبيته أو نخله ذهب معه، ولا يزال مبتسما، ويحب الفقراء ويخدمهم ويقضي حوائجهم، كل ذلك مع امتهان نفسه في لباسه وحركاته، وكان إذا جلس مجلسا عمره بالذكر والمدح، وعلى كلامه في المنارة روح، وقد باشر أمانة الحكم في أيام القاضي سراج الدين، ونقل عنه ابن فرحون في تاريخه أنه قال: لو تركت لي منارة باب السلام لكفيت أهل المدينة بها، قال: وهو الحق باب المدينة من جهة الشمال قليلة العرض وإنما امتدادها وقوة عمارتها وكثرة أبياتها من جهة الغرب، وقال ابن صالح: كان حسن الصوت، قديم الهجرة، سافر ورأى صالحين وأحبارا وعلماء، وروي ونمير بالوصف، بالمؤذن من دون سائرهم، وإنه ورث الآذان من آبائه، وكان ينشد مدح النبي صلى الله عليه وسلّم عقب ميعاده الذي كان يقرأه بالروضة تفسيرا وحديثا ورقائق، وانتفع الناس بميعاده، وكذا كان يمدح في المنارة بصوت حسن بديع مطرب، قوي، غريب، ومات عن قريب السبعين، وقال المجد: محمد بن إبراهيم المؤذن المصري النجار المدني الدار، قدم والده من مصر لما أنهى إلى الأبواب العالية أنه ليس بالمدينة من يوثق به في معرفة الأوقات ...... فإنهم أرسلوا لها إذ ذاك ثلاثة من المؤذنين رؤساء، أحدهم أحمد بن خلف المطري والد الشيخ جمال الدين، والثاني عز الدين المؤذن، والثالث الشيخ إبراهيم، وكان أحمد وإبراهيم في حسن الأداء وطيب الخلق وحسن الصوت ورقة الأنفاس فرسين، فجاء الفقيه محمد بن إبراهيم على سسة والده رخيمة إذا تكلم على المأذنة طرب كل أحد لكلمه، وكان من الفقهاء النبهاء، وعلى نفسه وحسبه روح ونقاء شارح صدره بخدمة الفقراء وقضاء حاجتهم، طارح التكليف بسلوك سبل المبتذلين في لباسهم ومنهاجهم، من أحسن الناس صحبة وعشرة، غير مانع من أحد لطفه وبره وبشره، لو كلمه فقير في حبيره الجديد لوهب، ولو دعاه صغير إلى حضيره البعيد لذهب، وكان أمير الحكم في أيام سراج الدين القاضي، ففارق الدنيا وكل أحد عن حسن طريقته راض، وأعقب ولده أبا عبد الله محمدا، وتوفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

[٣٥٩٤ - محمد بن إبراهيم بن مرتضى]

ومحمد بن إبراهيم غير منسوب، هما الأول.

[٣٥٩٥ - محمد بن إبراهيم بن مبارك بن مسعود]

شمس الدين الشكيلي المدني، سمع على الزين المراغي في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه، وكان من مؤذني

<<  <  ج: ص:  >  >>