الزبير بن بكار. مستقيم الحديث، قاله ابن حبان في رابعة ثقاته، ومن شيوخه أيضا داود بن علية، وابن أبي حازم. ومن الرواة عنه إسحاق بن موسى الأنصاري، وجعفر بن مسافر. وهو في التهذيب.
[١٤٤٣ - سعادة المغربي]
قال ابن فرحون: هو شيخ لنا عظيم القدر، كاشف الأسرار الحقيقة. كانت إقامته بالحرمين يتردد بينهما، واشتهر في زمانه بين أخوانه، أنه من أرباب الخطوة وممن تطوى له الأرض وأنه كان يتأهب لصلاة الجمعة بمكة، فيرى في المدينة يصليها ثم يرجع، فربما أدرك الصلاة وربما يوافق دخوله المسجد خروج الناس من الصلاة. فيقال له: يا سيدي فاتتك الجمعة فيقول نصليها إن شاء الله، يريد الجمعة المستقبلة. وخرج معه خادمه مرة، فقال له لما قربا من المدينة:«يا سيدي لو سألني بعض الفقراء عن مدة سفرنا، فما يكون جوابي»؟ فقال له:«اكتم ما رأيت، ولا تقل إلا حقا فلما دخلا المدينة سلم عليهما الفقراء». وقالوا للخادم:«متى خرجتم من مكة»؟ قال:«يوم الجمعة»، وتخلص منهم بذلك فكتم الحال، وصدق في المقال. وله حكايات غريبة في خروجه من بلده المغرب ووصوله إلى الحرمين، من هذا النوع شاهدها من لا يتهم، وحكاها عنه من له في المجاهدة حال وقدم. وكذا حكايته مشهورة عند أهل مكة. وكانت أكثر إقامته فيها برباط الموفق، وإذا قدم المدينة احتفل الجماعة به وتبركوا بدعائه وبكلامه.
مات بمكة سنة ثلاثين وسبعمائة، وترجمه الفاسي في تاريخ مكة، وذكره ابن صالح فقال:
كان صالحا متعبدا مشهورا من المغاربة المترددين بين الحرمين. ونقل عنه حكاية عن أبي عبد الله القصري.
[١٤٤٤ - سعدان بن عبد الله بن جابر]
مولى عامر بن لؤي، تابعي من أهل المدينة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وعنه: ابنه محمد. قاله ابن حبان في ثانية ثقاتة.
[١٤٤٥ - سعد الله بن عمر بن محمد بن علي بن محمد، سعد الدين]
أبو السعادات الأشقر ابن الشافعي، ممن جاور بالمدينة دون خمس سنين كما سيأتي. وكان قد سمع الشفاء على أبي الربيع سليمان بن عبد الحكيم بن عبد الحليم بن يوسف الغماري المالكي في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة بدمشق. وكذا سمع ابن ماجة على الزيتاوي، وأبا داود علي البدر أبي العباس بن الزقاق، وإبراهيم بن محمد بن يونس بن منصور القواس، وبعضه على ابن أميلة. قالوا: أخبرنا به الفخر، فقرأ عليه بالمدينة الشفاء النور علي بن محمد بن موسى المحلي سبط الزبير في جمادي الآخر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، بدار عثمان بن عفان المشهور برباط دوكالة. وبها بعد ذلك سنة ثلاث وثمانين ابن ماجة الجمال الكازروني، وبها قبلهما أبا داود في سنة تسع وسبعين غيرهما. وسمعه الكازاروني، فهذه نحو خمس سنين بالمدينة والظاهر تواليها، وله «زبدة الأعمال، وخلاصة الأفعال في فضل