بالرواق، وحمل لبيته بالباطلية، فغسل فيه من الغد، ثم صلي عليه بالأزهر في أناس، منهم:
المالكي، والبكري، وزكريا، والصندلي، وهو الإمام، ثم دفن بتربة بالقرب من الشيخ سليم، بجوار أخيه عبد الوهاب، وبينهما أكثر من سنتين ونصف، وتأسف الناس عليه، وأثنوا عليه جميلا، حتى سمعت بعض القدماء الأزهريين، يقول: إن الشيخ حسن الهنياوي كتب في بعض مراسلاته أن بقاءه أمن من الرجال، وكتب ممن أحبه، وله عني بعض الأخذ، رحمه الله وإيانا.
[٢٢٢ - أحمد بن عثمان بن عبد الغني الششتري]
ولد محمد الآتي فيمن لم يسم أبوه.
[٢٢٣ - أحمد بن علي بن ابراهيم]
الشهاب، المدني، ويعرف بابن الخياط، ممن أخذ عني بها.
[٢٢٤ - أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه]
- الشهاب-أبو حامد الشيشيني الأصل، القاصري، الحنبلي، قاضي الحرمين بعد المحيوي عبد القادر، دخلها غير مرة، وعقد الميعاد بها، وقرئ عليه فيها، وكان ولد في عصر يوم الخميس خامس عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة بميدان الحصى، خارج باب القنطرة، ونشأ به في كنف أبويه، فحفظ القرآن، والمحور والطوخي، والفقيه النحو، وتلخيص المفتاح، وغالب المحرر لأبن عبد الهادي، وعرض على جماعة من أهل المذاهب، كصالح البلقيني، والمناوي، والجلال المحلي، والتقي الحصني، وابن الديري، والأقصرائي، والسهير، والبساطي، والعز الكناني وغيرهم، وأجازه كلهم في سنة ثمان وخمسين، ولما ترعرع أقبل على الاشتغال، فأخذ الفقه عن والده، والعز الكناني، والعلاء المرداوي، والتقي الخزاعي، والأصلين، والمعاني، والبيان والمنطق عن التقي الحصني، والعربية عن السميني، وسمع الحديث على جماعة مع الوالد، بل سمع عليّ، وكتب من تصانيفي أشياء، وقابل بعضها معي، وأخبر أنه سمع في صغره على شيخنا في الإملاء وغيره، وبمكة من سنة إحدى وخمسين ابن علي أبي الفتح المراغي، والشهاب الزفتاوي، وحج مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين، وجود القرآن على الفقيه عمر النجار، وبرع في الفضائل، وناب في القضاء عن العز وغيره، ودرس، وأفتى، ووعظ العامة، وراج بينهم، مع قوة الحافظة، وقصر الفهم، والديانة، والخير لا أعلم له صبوة، وسافر لمكة بعياله بحرا في سنة سبع وثمانين، وأقام بها، وعقد الميعاد أحمد بن علي، وعاد مع الحاج، وكاد أمره في أيام الأمشاطي أن يتم في القضاء جبره يرف البلد، ثم تحدث في قضاء الحرمين، عقب المسند المحيوي عبد القادر الفاسي، فوليه في ربيع الأول سنة تسع وتسعين، ووصل بمكة مع الحاج الأول وأقام بها، وكان يتردد في أثناء السنة إلى المدينة، أقول وكانت مدة إقامته بهما ثلاث سنين، ولما مات القاضي بدر الدين السعدي