للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الأصلين وغير ذلك، وقرأ على العبادي في بعض التقاسيم، وكذا حضر دروس القاياتي، والونائي، والشمس الحجازي، مختصر الروضة، والشرواني، وابن حسان وغيرهم من الشافعية، وابن الهمام، والشمني، والأصرائي، والكافياجي، وغيرهم من الحنفية، ومما أخذه عن الشرواني: أصول الدين، واشتدت عنايته بملازمة الشهاب بن المجدي في الفقه وأصوله، والعربية، والفرائض، والحساب، والمساحة والجبر، والمقابلة، والهندسة، والميقات، وسائر فنونه التي انفرد بها، قصر نفسه عليه، بحيث تكرر له أخذ كثير منها عنه، وكان جل انتفاعه به، وجود القرآن على ابن الزين النحراوي في بعض قدماته إلى القاهرة، بل قرأ لأبي عمر على الشهاب الطياوي، والزين طاهر المالكي، وسمع عليه غالب شرح الألفية لابن الناظم، ولازم أحمد الخواص في الفرائض والعربية، والميقات، والعروض وغيرها، والشهاب الحناوي في العربية فقط‍، والسراج الوروري في التوضيح بقراءة الجوجري، والشهاب الأبشيطي في الصرف، وقرأ عليه عدة مناظيم له، منها منظومة الناسخ والمنسوخ للبارزي، وسمع ختم مسلم على الزين الزركشي، وختم البخاري بالظاهرية على المشايخ الأربعين، بل سمعه بكماله-إلا مجلسا-علي القاضي سعد الدين ابن الديري بقراءة الجوجري، وكان ضابط‍ الأسماء، وأخذ عن الشمس الشنيشي البخاري وغيره، وتردد لشيخنا في الرواية والدراية، وقرأ البخاري على الشريف النسابة، وحج مرارا، أولها في سنة تسع وأربعين، وجاور بطيبة نحو عامين لضبط‍ بعض العمائر، ولذا أثبته هنا، وكذا ضبط‍ بعض العمائر في غيرها، وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي، وبالمدينة على أخيه، والمحب المطري، بل قرأ عليه أكثر النصف الأول من البخاري، وسمع من لفظه غير ذلك، وسافر في بعض حجاته لزيارة ابن عباس بالطائف، وكذا دخل الصعيد، وزار أبا الحجاج الأقصري، وعبد الرحيم القنائي، وغيرهما من السادات، واختص بالسر في ابن الجيعان وسمع عليه الشرف بعض تصانيف شيخهما ابن المجدي، بل قرأ عليه، وأقرأ أولاده، فعرف بصحبتهم، وانتفع بمددهم، ولكن لم يتوجهوا إليه في أمر يليق به، بلى، قد ولي مشيخة رواق ابن معمر بجامع الأزهر في سنة ست وخمسين عقب الشمس بن المناوي التاجر، وقراءة الحديث بتربة الأشرف قاتيباي، وتنزل في الجهات، وجلس مع بعض الشهود من طلبته وقتا، وكذا مع آخرين ببولاق، وعرف بالبراعة في الفرائض والحساب، والتقدم في العمليات، والمساحة، وتردد إليه الفضلاء لأخذ ذلك، ولكنه لم يتصد له، ولو فعل لكان أولى به، وكتب على كل من مجموع الكلائي والرحبية شرحا، وكان فاضلا حاسبا فرضيا خيرا، متقشفا متواضعا، طارحا للتكلف، ممتهنا نفسه مع المشار إليهم، كثير المحاسن، تعلل مدة بعد أن سقط‍، وفسخ عصب رجله الأيسر، بحيث صار يمشي على عكاز، واستمر متعللا حتى مات في آخر يوم الأربعاء ثامن شهر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمائة بمنزله

<<  <  ج: ص:  >  >>