للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرياسة بعد أبيه وكان من أحبابنا وأصحابنا بل من أولادنا، وجدنا منه برا عظيما وأدبا كثيرا، وكانت له وجاهة عند آل جماز أمراء المدينة، فانتفع الناس بشفاعاته بل كان محببا إلى الناس كلهم لما اشتمل عليه من حسن السيرة وصفاء السريرة، وكان بينه وبين أخوي خصوصا أخي محمد ملاءمة عظيمة ومحبة أكيدة لا يكاد ينشرح إلا معهما ولا يطيب له أنس إلا بهما، وكان يحب التنزه والمشي إلى مفرجات المدينة ومتنزهاتها، وإذا خرج يذهب معه بالأطعمة الفاخرة والأشياء المعدومة التي لا تكاد توجد عند غيره فيتحف بها الجماعة، وكان فيه كرم وطيب نفس، وقد ضمن العفيف عبد الله بن الجمال المطري في المحنة التي نالته من ثابت بن جماز في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، مات سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وهو في الدرر الكامنة لشيخنا وقال فيه: المصري الأصل، المؤذن بالحرم النبوي كأبيه وجده، وهو والد الفقيه أحمد الحنفي كان رضي الأخلاق محمود الصفات، وذكر مولده ووفاته.

٢٢١١ - عبد الله بن محمد بن ابراهيم (الملقب بالإمام) بن محمد بن علي بن

عباس العباسي:

وأمه زينب ابنة سليمان العباسية، ولذا كان يعرف بها فيقال له ابن زينب، كان أمير المدينة بحيث إنه هو الذي صلّى على الإمام مالك رحمه الله، وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة.

٢٢١٢ - عبد الله بن محمد بن أحمد بن خليفة بن عيسى بن عباس (بتحتانية بين

مهملتين) بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان:

الحافظ‍، عفيف الدين أبو السيادة وأبو جعفر بن الحافظ‍ الجمال الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي، من ولد قيس بن عبادة المطري الأصل المدني الشافعي، ولد في ليلة رابع عشر شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة، وطلب الحديث بنفسه وعني به، فسمع بالمدينة من والده والقاضي أبي حفص عمر بن أحمد السواري وغيرهما، وبمكة من الفخر التوزري والرضي الطبري، ومما سمعه عليه: ثلاثيات الصحيح وغيرهما، وبمصر: من الواني والدبوسي والختني وجماعة، وبدمشق: من القاسم بن عساكر وأبي نصر الشيرازي والحجاز وآخرين، وباسكندرية:

من ابن مخلوف، وبيت المقدس: من زينب ابنة شاكر، وبغداد: من محمد بن عبد المحسن بن الدواليبي وجماعة، وطاف البلاد وحصل الفوائد، وعني بالتاريخ فحصل منه جملة صالحة وحدث، سمع منه البرزالي والحسيني والذهبي، وانتقى الذهبي عليه جزءا من مروياته، وذكره في معجمه فقال: قدم طالب حديث وله فهم وذكاء ورحلة ولقاء، وقدم علينا من بغداد فأفادنا أشياء حسنة مهمة، وكذا ذكره في المعجم المختصر فقال: العالم الفاضل المحدث، ارتحل في سماع الحديث إلى الشام ومصر والعراق، وكتب وحصل وأفادني أشياء حسنة، وامتحن سنة اثنتين وأربعين، ونهبت داره وأخذ منها

<<  <  ج: ص:  >  >>