للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمدينة النبوية-وكان قاطنا بها-صحبه شيخ الخدام بهاقا، ثم قرأ عليّ الشفاء، ولازمني في أشياء، وكتبت له إجازة أودعتها في التاريخ، ثم بعد موته قدم القاهرة في أول سنة إحدى وتسعين، ثم عاد إليها صحبة شاهين، ولكنه لم يكن معه كذلك، ودام بعده بها، وربما توجه لمكة، واستقر كاتب المخبز الأشرفي بالمدينة، وقرأ البخاري على قاضي الحنابلة بالحرمين، الشريف المحيوي، وكذا قرأ على الشمس المراغي، ونعم الرجل توددا، وأقول: وقد سكن المدينة، واشترى بها دارا، ورزق أولادا، ومات بها في حدود العشرين وتسعمائة، ولما جاورنا بها في سنة تسع وتسعمائة كان يكثر الاجتماع بوالدي، ويقول: إنه قريبه من جهة محملة الحنفية، ولم أر شيخا ذكره، فليحرز أمره.

[١٨٢ - أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن أحمد]

الناصر لدين الله أبو العباس، المستضيء بأمر الله أبي محمد، ابن المستنجد بأمر الله أبي المظفر بن المقتفي لأمر الله أبي عبد الله، ابن المستظهر بالله الهاشمي العباسي، أحدث قبة في المسجد النبوي، لحفظ‍ دخائر الحرم، التي أهمها المصحف العثماني، وكانت عمارتها في سنة ست وسبعين وخمسمائة.

١٨٣ - أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم

-الشهاب-بن البدر:

المكي الأصل، الشافعي، نزيل طيبة، وشقيق علي، وسبط‍ أبي الخير بن عبد القوي، ويعرف-كأبيه-بابن الغليف-بضم أوله-تصغير غلف، ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة، ونشأ بها، فحفظ‍ القرآن وجوده على عمر البخاري، وأربعين النووي، ومنهاجه، والألفية، وعرض على أحمد بن يونس، والزين الأميوطي، والمحب المطري وغيرهم، وسمع على أبي الفتح المراغي، والأميوطي، والتقي بن فهد، وأبي الفضل المرجاني، والعلمي، والشاوي، والأميني الأقصرائي، وأبي ذر الحلبي، والتاج ابن زهرة، والقطب الحنفوي-في آخرين-بمكة، والقاهرة، وغيرهما، واشتغل بالعربية وعلوم الأدب، كالعروض، والمعاني، والبيان، وغيرها، على غير واحد، وأكثر من مطالعة دواوين القدماء، فمن دونهم، بحيث التحق نظمه بالأكابر، وممن أخذ عنه في العربية: القاضي عبد القادر، والنور الفاكهي، وفي الفقه وغيره: الشمس الجوجري، وكان-حين مجاورته عندهم-يصحح عليه في المنهاج، والكمال إمام الكاملية، ولازم تقسيمه، والبرهاني ابن ظهيرة، وابن خطيب السقيفة، وذلك بمكة، والقاهرة ودمشق وحلب وطرابلس وغيرها، وهو ممن أخذ عني بالقاهرة، والحرمين، وكذا عن السيد السمهودي بالمدينة العروض، وغيره، وتكسب بالنساخة، بل وشهد عمارة مدرسة السلطان بمكة، ثم لما وقع الحريق بالمدينة أشار البرهاني بن ظهيرة لسنقر الجمالي الشاذلي، على عمارة الحرمين بمصاحبته، ليكون كاتبا على عمارة الحرم النبوي، مع عقل وتؤدة، وحسن عشرة، وتميز، وخط‍ جيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>