بمعروف ونهى عن منكر، وله رأي صائب وحسنات خفيات، وهو معتق «مفيد» الآتي.
مات سنة تسع عشرة وسبعمائة. ذكره ابن فرحون، وقد سمع على الجمال المطري وكافور القصري في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة تاريخ المدينة لابن النجار، وذكره المجد، فقال: كان من رؤساء الخدام كبرائهم الأعلام مبادرا عند اللقاء إلى السلام محاذرا ما لا يغني عن الكلام، وإذا جلس إلى الشيخ أمر بالمعروف ونهى عن المنكر على الدوام، وقام في ذلك على الشيخ أشد القيام، ويغتنم الشيخ موافقته فيما يقوله غاية الاغتنام. وكان ذا رأي صائب وفكر ثاقب، وجملة صالحة من المفاخر والمناقب، له كثير حسنات اجتهد في إخفائها حتى خفي وحفظ من شر الرياء والسمعة فيها وكفي، ثم أراد الله إظهار ذلك فظهر بعد أن توفي، وغرس في الحرم غرسا صالحا، وأعتق خادما دينا فالحا، وكان لقبه أمينا كاسمه مفيدا.
[١٨٢٤ - صواب]
الشمس الملطي، شيخ الخدام، سيأتي له حكاية مع الثناء عليه في هارون بن عمر بن الزغب.
[١٨٢٥ - صواب]
الشمس المغيثي، أحد خدام المسجد النبوي، كان فائقا في دينه وورعه، ولذا كان أول من يأخذ المحط من خدمة المسجد يعلق قنديله، وأول من يشق طريقة إلى المسجد من المصلين، ولزم أسطوانة المهاجرين وهي الثالثة من أسطوان التوبة عند المحققين حتى عرف بها، وكان إذا جاءت نوبته في الخدمة يصنع الأطعمة الكثيرة والألوان الفاخرة، ويدعو إليها من عرفه ومن لم يعرفه، وكذلك كان يفعل جميع لخدام سوى أنهم يتفاضلون بحسب السخاء. يريدون بذلك وجه الله تعالى. ذكره ابن فرحون، وأنه قام معهم بعد وفاة والدهم في تحريض شيخ الخدام ظهير الدين على كف منصور الأمير بالبلد عن ميله مع من سعى عنده في وظائفهم كسبع سيده بالمال، وقال: والله لا يصل هذا اللعين إلى وظيفتنا، ولا يقرأ فيها أبدا إلا أن يفعل بي كذا وكذا. فكف. اتفق أن دارت الدوائر على ذلك الرجل حتى أخرج من جميع وظائفه المتعلقة بالحرم وكانت وفاة صاحب الترجمة في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ظنا، ودفن أمام باب قبة سيدي إبراهيم عليه السلام، وذكره المجد فقال: كان من الخدام الموصوفين بالدين المتين والورع المكين والسابقين إلى الخيرات الفاخرة. واللاحقين بالسالفين من أولئك الفئة الزاهرة. كان مجتهدا في البدار إلى مباشرة الخدمة الشريفة، معتنيا على الاستباق إلى تعليق القناديل وما تعلق بها من وظيفة، وكان من أول الداخلين إلى المسجد للصلاة والحائزين بها من مواهب الله أجزل الصلات. لزم أسطوانة المهاجرين وإليها ألف وواظب على الصلاة إليها حتى بها عرف. بذل في طاعة الله الأيام فليله قام ونهاره صام وقوي له بحبل الله الاعتصام، ولاقى أرباب الدولة بصولة أمضى من حد الصمصمام، وأما في إطعام الطعام وإكرام الأقوام،