للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشافعي، نزل بالمدينة، تفقه بالعماد إسماعيل بن خليفة الحباني بدمشق، وأذن له بالإفتاء والتدريس، وأخذ عن أبي العباس العتابي والتقي بن رافع، وسمع من ابن أميلة وجويرية وغيرهما بدمشق ومصر وغيرهما، بل تخرج من المدينة بالعفيف المطري وسمع منه واعتنى بهذا الشأن وكتب الطباق، وكان فاضلا في فنونه ذا حظ‍ حسن وحدث باليسير، وكان قد ترافق هو وعبد السلام الكازروني إلى مكة فيقال: إنهما دس عليهما سم بسبب من الأسباب فماتا منه، هذا في صفر سنة تسع وسبعين وسبعمائة، ولم يكمل الأربعين ودفن بالمعلاة ثم الآخر بعده بأيام، ترجمه شيخنا في أنبائه وأغفله من درره، وترجمه الولي العراقي في وفياته، والفاسي في تاريخ مكة، وقال الدمشقي:

الأصل المدني المولد والدار، وكناه أبا الفضائل، وأن العماد الحسباني أذن له في الإفتاء والتدريس، وكان فاضلا في فنون، ذا خط‍ حسن، وقال الولي أبو زرعة الحجاز بن الشامي: اشتغل بالحديث والفقه والعربية وبرع فيها وساد وسعد، ولازم ابن رافع بدمشق، وقدم القاهرة في أواخر عمره لأمر حصل بينه وبين قاضي المدينة، وجاور بمكة، فمات بها مسموما فيما قيل، وقد رأيت عرض أبي اليمن بن المراغي عليه بالمدينة سنة خمس وسبعين وما بعدها حتى سنة سبع وسبعين، وأخبره بروايته للألفية عن جماعة منهم: التقي بن رافع سماعا عليه بدمشق، أتى بها الشهاب أبو البنا محمود بن سليمان بن فهد الحلبي أنا ناظمها.

٣٦١٠ - محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن

عبد الله:

قاضي مكة وخطيبها وعالمها، الكمال أبو الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي، والد القاضي محب الدين-الآتي، ولد بمكة في ليلة الأحد مستهل شعبان سنة اثنتي وعشرين وسبعمائة، وسمع بها من جده لأمه القاضي نجم الدين الطبري وعيسى بن عبد الله الحجي، وأبي عبد الله الوادياسي وعيسى بن الملوك، وآخرين، وبالمدينة من الجمال المطري والزبير الأسواني، وبدمشق من المزي والشهاب أحمد بن علي الجزري، وتفقه بالشمس بن النقيب والتقي السبكي، والعربية بمكة عن ابن هشام، وأخذ عن الولي المنفلوطي فنونا من العلم، وانتفع به في ذلك كله، وبالتاج المراكشي حيث لقيه بدمشق، وحصل من العلم على أوفر نصيب، وصار المنظور إليه ببلده بل بالحجاز كله، واشتهر ذكره وبعد صيته، وانتهت إليه رئاسة الفقهاء الشافعية بالأقطار الحجازية ويقال إنه كان يستحضر شرح مسلم للنووي، وناب في الحكم عن خاله الشهاب الطبري، ثم استقل به بعد صرف التقي الجراري حتى مات، قدم فيه نحوا من ثلاث وعشرين سنة، وولي مع ذلك خطابة الحرم ونظره وحسبة مكة وتدريس المدارس الثلاث (التي لملوك اليمن وهي) المنصورية والمجاهدية والأفضلية،

<<  <  ج: ص:  >  >>