للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخص، وكان إذا تكلم في ..... بها على ...... وترك الحقوق والتقاضي عن الخصوم ولا يقوم إلا وقد ألفى الناس من ........ وشبهها ما يسد ...... الثور الكبير، فلما قدم المدينة رام إخفاء حاله ...... مع المقام الشريف ملزم الصلاة والإقراء حتى اشتهرت أحواله وكراماته فاجتمع عليه أهل الخير ومشايخ الحرم، وسألوه تعيين يوم يعظمهم فيه معين يوم الجمعة بعد الصبح بعد توقف كبير ومعالجة، حتى إنه أسمع من في المسجد من سعيهم إليه رجة عظيمة ولا يتخلف عنه أحد لا من المجاورين ولا من غيرهم، وكتب ..... في مجلسه فأمرني في ذلك فكان الناس إذا صلوا ذهبوا أول يوم يوم يقرأه آية «يا أيها الناس» .... حتى يصل فاستمعوه له، وحديث الحلال بين، وكان يتكلم فإذا غلب عليه الحال قام على قدميه وصاح بأعلى صوته فكلما بعد مواعظة القلوب ...... عنها بابا مو ........ وانتفع الناس بكلامه، ومن جملة كراماته أن كبيش بن منصور متولي المدينة نيابة عن أبيه بلغه أن عمه مقبل بن جماز أقبل من الشام يريد المدينة فأمر بالاحتفاظ‍ منه ..... أن لا يناب أحد من المجاورين وغيرهم، حتى الضعفاء والعلماء والخدام في بيته بل بالقلعة وما حولها ومن يخلف حل دمه، فكرب الناس لذلك، ولكن لم يسعهم غير الطاعة، بحيث لم يتخلف سوى والدي والشيخين عبد الله البكري وصاحب الترجمة على قدميه وصاح: اللهم من أراد المدينة بسوء ..... فخذه صباحا، ومن أرادها صباحا فخذه مساء، واحتد واحمر وجهه ودعا حتى قال: من لا يعرف حاله هذا ..... فإن الناس وطالت قلوبهم، وهذا الرجل يذكر ..... ويدعو على من سره فلم يلبث إلا ليلة أو ليلتين، ودخل مقبل المدينة هو وجماعة بالليل من خلف قلعتها فإنهم نصبوا سلما استعملوه في الشام قطعا موصلا (هو اليوم بالحرم الشريف)، وذلك في ليلة السبت ثامن عشرى شعبان سنة تسع وسبعمائة فرام كبيش الهروب، ثم ثبته الله تعالى وقابلهم هو وأهل المدينة، فقتل مقبل وجوش وقائم أبناء عم قاسم بن جماز ....... فعلموا حينئذ أن الشيخ حدث بذلك وكشف له عنه وحذر الناس فعموا، ومن جملة ما رأيت منه أنه لما قدم إلى المدينة بعد مجاورته بمكة في آخر عام اثنتين وعشرين وسبعمائة ووجد والدي قد توفي، قال لي: ما منعك أن تقوم بوظائف والدك، فقلت له: ما بيدي، ما بقي لي ركن ولا ساعد غير الله، فقال لي: أثبت على وظائف والدك، فأنت إن شاء الله تعالى عليها، فقلت: الاشتغال والإشغال يبطل مادة وصفي فكره، وقد انكسر خاطري فقال:

لم نكن نشغل الناس بالعربية في أيام والدك فقلت: بلى، قال: قدم على ذلك ومن حال كلامه وحلت نفسي على الاشتغال ولازمت حتى كانت خلعتي فوق خلعة والدي واشتغلب اشتغالا جيدا حصلت سنين ما لم يحصله غيري في مدة عمره، ثم سافر إلى القدس فوافاه بها أبو يعقوب رسول صاحب المغرب أبي الحسن المديني، وقد أرسل

<<  <  ج: ص:  >  >>